وخلال مناقشة في إبريل مع المذيع الروسي فلاديمير سولوفيوف، ادعى الاثنان أنهما كانا هدفين لمؤامرة اغتيال. واتهمت أليكسي نافالني، الناشط المعارض الروسي المسجون، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالتخطيط للاغتيال، واصفة إياهما بـ “النازيين الجدد”. كما أن أقاربها أيضًا جزء من آلة الدعاية الروسية. فزوج سيمونيان هو المذيع التلفزيوني تيغران كيوسايان، والذي قال في 25 إبريل 2022م إن كازاخستان “الناكرة للجميل” قد تواجه العواقب نفسها التي تواجهها أوكرانيا إذا لم تنحز إلى روسيا.
المذيع ديميتري بيسكوف
في حين يعيش إعلامي آخر وهو المذيع ديميتري بيسكوف حياة رفاهية تفوق إمكانياته كموظف حكومي. هذا لأنه خدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منصبي نائب رئيس موظفي الكرملين والمتحدث الرسمي منذ العام 2008م، حيث يقوم بنشر المعلومات المضللة والدعاية الروسية الموجّهة.
التستر على حالات التسمم هو أحد تخصصات بيسكوف. فقد ساعد في حملة التضليل الإعلامي الرامية للتستر على ضلوع الكرملين في تسميم ألكسندر ليتفينينكو في العام 2006م، وسيرغي سكريبال في العام 2018م، وأليكسي نافالني في العام 2020م. وقبل أن يشن بوتين حربه الوحشية ضد أوكرانيا، نفى بيسكوف مرارًا أن يكون لدى روسيا أي نية لغزو جارتها، وقال إن روسيا لم تهاجم أبدًا أي دولة أخرى، وأعلن أن روسيا ستكون “آخر دولة في أوروبا” تفكر في بدء حرب.
وبعد غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير 2022م، تطورت أكاذيب بيسكوف حين قال إن “الكتائب النازية” داخل ماريوبول، وليس الجنود الروس، هي التي كانت تقصف المنازل السكنية أو الأهداف المدنية الأخرى في ماريوبول.، وعندما تم العثور على سكان في بوتشا في الشوارع بأيادٍ مقيدة وجروح ناجمة عن طلقات نارية في الرأس، حمّل المراقبون الغزاة المسؤولية. لكن بيسكوف رأى بدلا من ذلك “عرضًا مأساويًا تم تدبيره جيدًا” و”تزويرًا لمحاولة تشويه سمعة الجيش الروسي”.
وقد فرضت أستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وأميركا عقوبات على بيسكوف لدوره في دعم حرب روسيا ضد أوكرانيا. كما فرضت وزارة المالية الأميركية عقوبات على زوجة بيسكوف وولديه البالغين، مشيرة إلى أن أسلوب حياتهم الفاخر “مبني على الأرجح على الثروة غير المشروعة من ارتباطات بيسكوف ببوتين”.
ووفقا لتقارير رسمية أميركية، يمتلك أفراد عائلة بيسكوف إمبراطورية عقارية تزيد قيمتها عن 10 ملايين دولار وعددًا من المركبات الفاخرة، وهم يسافرون بانتظام على متن طائرات خاصة ويخوت. وقد عمل نجل بيسكوف في قناة الدعاية الروسية RT، التي تقدم للجمهور خارج روسيا وجهات نظر مؤيدة لروسيا وسياساتها الخارجية.
المقدم التلفزيوني فلاديمير سولوفيوف
فيما مضى؛ كان المذيع فلاديمير سولوفيوف ناقدًا لسياسات الكرملين، والآن هو يدافع عن سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو من مؤيدي بوتين دون تفكير، وستخدم منصته التلفزيونية لنشر الدعاية الموجّهة والمعلومات المضللة التي تبثها الحكومة الروسية. وعلى الرغم من أنه كان يتمتع في السابق بسمعة الصحفي المستقل، إلا أن عمله الأخير يتبع خط الكرملين.
في العام 2013م، وصف سولوفيوف شبه جزيرة القرم بأنها “تنتمي بشكل قانوني إلى أوكرانيا.” وبعد الاحتلال الروسي غير الشرعي لشبه جزيرة القرم في العام 2014م، غير رأيه، وقال إن “القرم وسيفاستوبول هما مرة أخرى جزء من روسيا”.
وقد أحصى مشروع ’أوروبا ضد التضليل الإعلامي‘ (EUvsDisinfo)، وهو مشروع تابع للاتحاد الأوروبي تم إنشاؤه لمراقبة حملات التضليل الإعلامي الروسية والرد عليها، ما يقرب من 200 مثال على المعلومات المضللة التي تنشرها برامج سولوفيوف منذ العام 2015م ومن بينها ما يلي:
– الأوكرانيون يقتلون مدنييهم لاختلاق صورة سيئة عن روسيا.
– البريطانيون مسؤولون عن القتل الجماعي للمدنيين في بوتشا، لأن اسم المدينة يشبه الكلمة الإنجليزية التي تعني “جزار”.
– الولايات المتحدة تنوي تدمير روسيا والاستيلاء على أسلحتها النووية.
– عمليتا تسميم سيرغي سكريبال، وأليكسي نافالني كانتا استفزازا غربيًا لإلقاء اللوم على روسيا.
ووصف ديمتري موراتوف، الصحفي الروسي المستقل الحائز على جائزة نوبل للسلام للعام 2021م عن تغطيته الاستقصائية للحكومة الروسية، وصف أساليب سولوفيوف بأنها “خطاب كراهية”، وقام موقع يوتيوب بحظر قنوات سولوفيوف لأنه انتهك سياسة الموقع بشأن الترويج للعنف. كما فرضت بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي عقوبات على سولوفيوف لقيامه بالتحريض على العنف وتقويض سيادة أوكرانيا.
ومثله مثل الشخصيات الإعلامية البارزة الأخرى التي تعمل في المنافذ التي تديرها روسيا، تمت مكافأة سولوفيوف على ولائه. لكن عقاراته الفاخرة في إيطاليا تمت مصادرتها وفقا للعقوبات.