مشاهدة قرنين من الصور الأميركية الشهيرة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
يقدم معرض في مكتبة الكونغرس لمحات عن الثقافة الأميركية من ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وهو العقد الذي شهد فجر التصوير الفوتوغرافي، حتى اليوم. وهذا المعرض، الذي افتتح في مارس 2022م في مبنى توماس جيفرسون بالمكتبة في واشنطن، يحمل عنوان “ليست نعامة: وصور أخرى من المكتبة الأميركية”. ويضم 428 صورة تم اختيارها من مجموعة المكتبة المكونة من 15 مليون صورة ثم تم استنساخها رقميا وتكبيرها من أجل الوضوح.
تقدم التجربة التكميلية للمعرض عبر الإنترنت 100 صورة للأحداث والأشخاص والأماكن الشهيرة، بالإضافة إلى مواضيع أقل شهرة. وتقول هيلينا زينكام، رئيسة قسم المطبوعات والصور الفوتوغرافية في المكتبة، إن الصور “الخالدة والملتقطة في وقتها المناسب” تظهر قوة التصوير الفوتوغرافي في جعل الناس يضحكون ويبكون ويفكرون بشكل نقدي في العالم وتسبب التغيير.
تقول زينكام “إنها مجموعة مذهلة من الصور الفوتوغرافية التي تعبر عن كل المشاعر الإنسانية المختلفة تقريبا”. وقد طلب منها موقع “شير أميركا” تحليل بعض الصور البارزة في المعرض.
أول صورة سيلفي
صور السيلفي موجودة في كل مكان اليوم، لكنها كانت بعيدة عن خيال أولئك الذين عاشوا في العام 1839. ومع ذلك، فقد ابتكر الكيميائي/المصور الفوتوغرافي في فيلادلفيا روبرت كورنيليوس أقدم صورة سيلفي لاتزال موجودة في العالم، باستخدام تقنية داغيروتايب (daguerreotype ) الجديدة آنذاك. إذ قام بتصويرها من خلال صندوق كاميرا محلية الصنع قام بتجهيزها بعدسة منظار أوبرا. وقالت زينكام “إننا ما زلنا نحب تلك الصورة اليوم، لأن التكنولوجيا قد تطورت ولدينا جميعا كاميرات في جيوبنا. وهناك شمولية عالمية في التواصل عبر الزمن ثم هناك مستوى ثان من المعنى حول كيفية جمع التاريخ والحاضر معا”.
أول رحلة طيران
في العام 1903، أطلق رائدا الطيران والمخترعان أورفيل وويلبر رايت أول رحلة طيران يتم التحكم فيها تعمل بمحرك في العالم. تقول زينكام “إنها الرحلة التي ساعدتهم على كسر اللغز الكبير: أي نوع من القماش في الأجنحة؟ كيف تتم موازنة حمولة الوزن. كل هذه التفاصيل، كانت هذه هي اللحظة التي تبلورت فيها أخيرا. و… في غضون خمس سنوات، أصبحت هناك طائرات يتم صنعها في جميع أنحاء العالم”.
أوزة متعاونة
أخذ المعرض اسمه من صورة التقطت في العام 1930 لطائر كبير – في الواقع – ليست نعامة، بل هي أوزة فلورادورا الحائزة على جوائز، أو سيباستوبول، والمعروفة بريشها الغريب الأطوار. وقد التُقطت الصورة للممثلة البريطانية إيسلا بيفان، خلال زيارتها لمعرض دواجن في نيويورك، وهي تحمل الأوزة، “وتبدو الأوزة إلى حد كبير كأنها في بيتها، وليست قلقة، ولا ترفرف”، حسبما تذكر زينكام.
وتقول زينكام “إن هذه ليست صورة ستغير حياة الناس، ولكنها مبهجة للنظر فيها”.
جميع أنواع الناس
لوحة ’القوطية الأميركية‘، في هذه الحالة، لا تشير إلى لوحة غرانت وود المرسومة في العام 1930م لمزارع يحمل معزقة مع ابنته، بل إلى صورة شهيرة للمصور غوردون باركس التُقطت في العام 1942 لإيلا واتسون وهي واقفة أمام العلم الأميركي تمسك بمكنسة في يد وممسحة في اليد الأخرى.
كانت واتسون خادمة في إدارة أمن المزارع الأميركية، وهي وكالة اتحادية أنشأها الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت بموجب الاتفاق الجديد للقضاء على الفقر في المناطق الريفية. عمل المصور في الوكالة مع الشخص موضوع صوره، وأصبحت صورته جزءًا من سلسلة كلفته الوكالة بإنجازها. وتقول زينكام إن “غوردون باركس يبني على لوحة ’القوطية الأميركية‘ للفنان غرانت وود، ويقول إن أميركا هي كل أنواع الناس.” ثم تضيف “لكن السؤال الأكبر الذي تطرحه الصورة التي التقطها هو، “من هم الأميركيون؟ من الذي يُعتبر أميركيًا؟”
صورة لتحديد كيف يرى المرء نفسه
هذه الصورة لإريك غارسيا لوبيز، وهو مواطن من قبيلة بوريبيشا من السكان الأصليين، وراقص، تم التقاطها في العام 2012م في نيو مكسيكو كجزء من مشروع لتبادل الصور الفوتوغرافية للسكان الأصليين. وهي مثال على كيفية قيام المصور ويل ويلسون، من قبيلة نافاهو، بدعوة السكان الأصليين للوقوف للتصوير في الاستوديو الخاص به بأي طريقة يريدون أن يظهروا عليها، “لإتاحة الفرصة للعالم لمعرفة كيف يرون أنفسهم”، حسبما تقول زينكام.