الفهم الأفضل لتفكير وسلوك الأفيال يحسّن جهود الحفاظ عليها
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
يبلغ حجم دماغ الفيل ثلاثة أضعاف حجم دماغ الإنسان تقريبًا. لكن كيف تستخدم الأفيال كل تلك الخلايا العصبية بشكل فعال وتستفيد منها؟
يحقق باحثون في هذا السؤال وأسئلة أخرى تتعلق بأكبر حيوان ثديي بري في العالم. الدراسات الحديثة تحلل وتبحث كيف تحل الأفيال المشكلات وتتفاعل اجتماعيًا. قال ساتيش فينكاتيش، الباحث في مجال الأفيال والذي يعمل في حديقة الحيوانات الوطنية التابعة لمؤسسة سميثسونيان بواشنطن، في حديث لمجلة سميثسونيان: “ما نبحث عنه هو الاختلاف الفردي في الأفيال– على وجه التقريب، الشخصية. هل تتفاعل الأفيال المختلفة بشكل مختلف مع شيء مستحدث– شيء جديد، لم يروه من قبل؟”
في حديقة الحيوانات الوطنية، هذا الشيء الجديد عبارة عن أنبوب بلاستيكي محشو بالتفاح. في أحد الاختبارات التي أجراها فينكاتيش مؤخرًا مع علماء من مؤسسة سميثسونيان وكلية هانتر، حمل فيل الأنبوب بين أنيابه واستخرج الثمرة بخرطومه. وترك آخر الأنبوب على الأرض أثناء استخراجه التفاح.
يمكن أن يساعد الفهم الأفضل لتفكير وسلوك الأفيال في توجيه جهود الحفاظ عليها. جدير بالذكر أن الأفيال مهددة بالانقراض وتواجه تهديدات من الصيد الجائر وفقدان الموائل الطبيعية.
في جامعة بنسلفانيا، أجرى أحد الطلاب بحثًا عن كيف يمكن لأدوات تحديد البيانات المساعدة في تتبع الأفيال ومنع الصيد الجائر. ويشترك ’مشروع الاستماع للأفيال‘ (Elephant Listening Project) في جامعة كورنيل مع شركة ’كونسيرفيشن متريكس‘ (Conservation Metrics)، وهي شركة تكنولوجية في كاليفورنيا، لاستخدام الذكاء الاصطناعي للاستماع إلى الأفيال التي قد تكون في خطر من الصيد غير القانوني.
وفي دراسة نُشرت في يوليو 2022م، حلل الباحثون مستويات التوتر لدى الأفيال التي عاشت بعد فقدان أمهاتها. وتعلم الباحثون أن الأفيال اليتيمة تجمعت مع أفيال من العمر نفسه لديها مستويات توتر أقل، مما يشير إلى أن الأقران يمكن أن يساعدوا الأيتام على التعافي.
وقالت جينا باركر، وهي باحثة ممولة من مؤسسة العلوم الوطنية وإحدى مؤلفي الدراسة: “إن النتائج التي توصلنا إليها مفعمة بالأمل للأيتام الباقين على قيد الحياة الذين لا يزال لديهم أفراد آخرون من الأسرة، وخاصة شبكة سليمة من الأصدقاء في العمر نفسه.” وأضافت أن “الحفاظ على الروابط بين تجمعات الأحياء البرية الاجتماعية قد يكون أحد المفاتيح لجعلها أكثر صمودا ومرونة”.