واقع حجاج يكشف واقع المسلمين!

عقود وقرون وواقع المسلمين من سيئ إلى أسوأ، تفرقوا وتشتتوا وتخلفوا وباتوا رقما لا قيمة له على خارطة هذا العالم، كل الشواهد والأحداث تؤكد أنهم يعيشون على الهامش غير فاعلين وغير مؤثرين، وغير قادرين على تجاوز واقعهم المرير.
عقود وقرون تتلوها قرون والمسلمون عاجزون عن إضافة أي منجز للبشرية، فهم مهمومون بلقمة العيش، مشغولون بالطائفية والعنصرية والحروب والاقتتال، أسرى للجهل والتخلف والفقر والأمراض.. تعليم متدن، ومستوى ثقافي أكثر تواضعا، وبنية تحتية ميتة في كل المجالات، ومستوى معيشي مخيف، وحقوق ضائعة وعدل مفقود، ونظام غير موجود، والميسورون منهم غارقون باستهلاك منتجات من تفوقوا عليهم.
كل الأشياء من حولهم وفيهم لا تعطي أي مؤشر على المدى القريب أو حتى المتوسط لتجاوز هذا الواقع التعيس، وفي موسم حج كل عام يمكن لأي متابع ومراقب أن يقف على سلوك الحجاج وكيف يتعاملون مع كل ما هو حولهم ليعرف الحال الذي هم عليه أينما كانوا.
واقع بعض الحجاج مؤسف، في تصرفهم، في عدم التزامهم بالتعليمات، وفي عدم تقيدهم بالأنظمة، فوضويون في تنقلاتهم، وفي سيرهم، لا يعرفون معنى للانضباط، للتأني، لليسر، وعدم مضايقة الآخرين أو التعدي على أحقيتهم في جوانب عديدة. علاقتهم مع النظافة وعدم رمي المخلفات وقضاء الحاجة في الأماكن المخصصة لها عنوان بارز وكبير في سلوكهم. نومهم في الطرقات وتحت الجسور وعلى الأرصفة سلوك شائع ومتجذر فيهم. علاقتهم بالسلامة وشروطها وكيفية الالتزام بها علاقة غريبة، فهي في آخر اهتماماتهم وربما يجهلونها تماما نظرا للجهل العام الذي يحاصرهم منذ عقود، ولهذا ليس مستغربا حدوث حرائق في المشاعر، مسبباتها جهل بعض هؤلاء الحجاج بقواعد السلامة التي يتقنها ويلتزم بها أي طفل في المجتمعات المتقدمة.
العاطفة دائما تسوق الكثيرين منا إلى عدم القبول بنقد واقع المسلمين واعتدنا أن نسمع من يقول “يكفي أنهم مسلمون”، ولعل المساحة هنا لا تتيح لي التوسع والرد على مثل هذه الانتقادات، لكن ما أعلمه أن جهل المسلمين بدينهم والكيفية التي يؤدون بها مناسكهم في الحج لا تقل عن جهلهم بغيرها من الأمور التي تطرقت لها هنا، حيث تتفشى البدع والأخطاء والنواقص رغم ما يقدم من جهود لتوعيتهم، وهذا في ظني أمر طبيعي لأنهم لو أدركوا مناسك حجهم بالكيفية التي شرعت لهم وطبقوها كما ينبغي لما كان حال المسلمين على ما هو عليه الآن من تخلف، إذ إن المشكلة الرئيسية هي عدم التزام المسلمين بدينهم وعدم العمل بما جاء فيه، فهم حتى العبادات يؤدونها دون روح ودون فهم لمقاصدها ولذا لا تؤثر فيهم ولا تغير من واقعهم.

طارق إبراهيم
نقلا عن(الوطن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *