خربشة ومغزى
“ليدي بيل” .. حاملة وسام الإمبراطورية البريطانية
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ليدي بيل برز اسمها كأحد أهم المؤثرين في صناعة سياسة وجغرافية الاستعمار البريطاني في المنطقة العربية، والعراق كان له منها النصيب الأوفر.
واشتهرت كذلك المس بيل برسائلها التي بلغت 1600رسالة، وكذلك يومياتها التي جمعها 16مجلد، وملاحظاتها الخاصه عددها 40 كتيبا، وحملت شغف التصوير الذي نتج عنه 7000 صورة فوتوغرافية فيها دلالات تاريخية أرشيفية. وبهذا وصفت أول امرأة في تاريخنا الحديث احترفت التدوين السياسي والتاريخي بهيئة رسائل.
وِلدت المس بيل، واسمها جيرترود، بواشنطن سنة 1868م لعائلة ميسورة، انتقلت صغيرة إلى بريطانيا، وتخرجت في جامعة أكسفورد (تخصص دراسات التاريخ)، مارست الاستكشاف وتعلمت الفارسية حينما كان عمها سفيرًا بإيران، وكتبت رحلتها هناك في كتاب صور فارسية، وترجمت أشعار حافظ الشيرازي.
مس بيل اهتمت بالعرب وشؤونهم نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وزارت القدس وتعلمت اللغة العربية. أما في العراق فطال مكثها فيه حتى وصولها كمستشارة المندوب السامي البريطاني برسي كوكس، وهنالك برزت مكانتها عند بريطانيا وحكومتها المحتلة – آنذاك – مما أتاح لها ممارسة دورها وتأثيرها السياسي والاجتماعي وكتبت بهذا تقريرًا عن العراق إلى الحكومة البريطانية تحت عنوان Review of the Civil Administration of Mesopotamia وترجمته “استعراض الإدارة الملكية في ما بين النهرين”، وسُمي هذا التقرير بـ “الكتاب الأبيض”، وفيه تفاصيل الوضع السياسي والاقتصادي والعشائري لفترة ما بين 1914-1920م. التقرير هذا ذكره المترجم العراقي جعفر الخياط الذي عاصر تلك الحقبة وعنونه بكتاب “فصول من تاريخ العراق القريب”.
المحللون قالوا عن مس بيل :
– إنها قدّمت لحكومتها الأساس الذي شكّل السياسة البريطانية للعراق، بل ربما يتعدى دورها في أهميته دور لورنس العرب الذي حظي باهتمام المؤرخين.
– كانت محترفة، تتقن عملها السياسي المخابراتي، وتعرف العربية والفارسية والتركية ولهجات بعض القبائل العربية التي اختلطت بها حينما ذرعت الصحراء العربية والأرياف تُعدّ الخرائط، وتتقرب لزعماء القبائل العربية؛ لإقناعهم بالتحالف مع إنكلترا بالحرب العالمية الأولى.
– تمكنت من معرفة بلاد الرافدين وشؤونها فبذلت جهدها مع المعتمد البريطاني برسي كوكس أثناء الحرب العالمية الأولى.
– أسهم تأثيرها في تنصيب فيصل بن الحسين ملكًا على العراق، وتأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921، ورسم حدودها.
– حسب رأي المؤرخة ليورا لوكيتز في كتابها “السعي في الشرق الأوسط: جيرترود بيل وتكوين العراق الحديث”، ذكرت أن لهذه المرأة الأسطورة الفضل في إنشاء المتحف العراقي الحالي بحكم تخصصها في الآثار.
– تولت رئاسة تحرير جريدة “العرب” التي أسسها الانتداب البريطاني عام 1917م، وارتبطت هذه الجريدة بمساندة الإنكليز.
– تميزت بكتاباتها التي نُشرت على فترتين: الأولى 1899-1914م، والأخرى 1914-1926م، وخصت سوريا وفلسطين والأردن والعراق وشمال الجزيرة وبعض مناطق العالم.
جيرترود بيل تعلقت ببلاد الرافدين وتداخل ذلك مع خدمتها لحكومتها وأطماعها في هذه المنطقة، حيث كتبت في 26 أيار 1917 تقول:”إن سروري العظيم في هذه البلاد هو أني أحب الناس حباً جماً”، ورغم كل هذا فإنها كانت تصرح لأصدقائها من الإنكليز أنها تعد نفسها تلميذة مخلصة لأحد أعمدة الاستعمار. ماتت مس بيل في بغداد، ودفنت في مقبرة الإنكليز عام 1926م، وعمرها 58 عامًا، وحققت الكثير لبلدها بريطانيا، وأصبح نتاجها أرشيفًا ثريًا للدارسين والباحثين.
وافت الينا المس بيل
راكبة اوتومبيل
تحكي البدور وجهها
وشعرها يحكي الليل
عرج علينا نقضي
عشية في الاوتيل
ابيات قالها تقي الدين الخالصي في المس بيل .
وكان العراقيون يسمونها بالخاتون