الرأي , سواليف
يا حلوة اللبن
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كانت الساعة الخامسة مساء . كنت أجلس عند سريرها ، ممسكاً بيدها . فجأة؛ لاحظت وكأنها تخاطب أحداً تراه ولا نراه ، طالبة منه – وهي مبتسمة – أن يذهب بعيداً عنا . سألتها هل أنت راضية عني ؟ قالت: “والله إني راضية عنك وعن أخوانك” . قلت لها : “اسمحي لي إن قصرت بحقك في يوم من الأيام” . ابتسمت ورأسها على وسادتها : ” أنت بالذات سويت اللي ما أحد سواه” . فرحت كثيراً رغم مرارة تلك اللحظات .
في المساء دخل علينا ابن أخي د. وليد الذي كان يتابع حالتها . تحدث معها ومازحها وأكمل عمله كطبيب . أخذني للغرفة المجاورة، وأعطاني ورقة عليها اسم الموظف في ” إكرام الموتى “، وطلب مني التواصل معه في حالة أي تطور . كانت تلك هي الإشارة الثانية بعد إشارتها الأولى، وهي تخاطب من لا نراه . كان ذلك – والله أعلم – ملك الموت حسبما جاء في سورة “الواقعة”.
جلسنا عندها، أنا وزوجتي وبناتي حتى الفجر ، واتجهت للنوم بينما بقيت البنات بجوارها . في السادسة صباحاً ، طلبت مني ابنتي النزول . كانت هذه هي الإشارة الثاالثة قبل الرحيل . وضعت يدي تحت رأسها ، ولم تمض لحظات إلا وقد ودعت فيها الحياة .
في مثل هذا اليوم من العام الماضي نعيت فيه سيدتي وروح قلبي أمي – يرحمها الله – بعد أن ربتنا نحن الأخوة الأربعة أيتاماً فقراء معدمين . ضحت بشبابها بعد وفاة والدنا – يرحمه الله – وخسارته كل تجارته ، لا تملك حتى قوت يومها ولا كساء أطفالها ولا بيتا يأوينا .
بعد وفاة أم أريج – يرحمها الله – تولت تربية بناتي الثلاث، وأكبرهن في الخامسة، والثانية في الثالثة، وأصغرهن في الثانية من أعمارهن . لكم أن تتصوروا كيف استطاعت تلك السيدة العجوز تربيتهن التربية الصالحة . حتى تخرجن من الجامعات، وتزوجن من رجال أكفاء .
اليوم؛ استعيد ذكرى رحيلها ، لا لأبكي على ذكراها ، ولا للتعبير عن حسرتي بفقدانها ، رغم كل الفراغ الذي تركته في حياتي ، بل لأرفع رأسي عالياً ، احتراما لهذه الأم العظيمة .
تقول ” أم فجر “، التي تزوجتها بعد 13 عاماً من وفاة أم أريج – يرحمها الله : إنها لم تر سيدة كما رأت أمي . تقول : إنها لا تسمح بالحديث عن أي شخص غائب ، لا تشتكي مهما بلغ ألمها ، لا تفارقها ابتسامة الرضا ، رحيمة القلب ، محبة للخير ، باحثة عن الأجر ، حنونة ، طيبة المعشر ، لسانها عمره ما نطق بالغلط ، تحترم الجميع، وتحب من القلب .
عام مضى على رحيل حلوة اللبن . بعد أن أكرمها الله بتربية أيتام أربعة، ويتيمات ثلاث، وتبني يتيمين حتى كبرا ، وبنت مسجداً في حياتها من حر مالها .
رحم الله أم سلمان رحمة واسعة، وأسكنها فسيح جناته، وجمعنا وإياها في جنات النعيم . ولكم تحياتي.
الله يرحمها رحمة واسعه ويجعل قبرها روضه من رياض الجنه
الله يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته يارب العالمين ويجمعكم معها في جنات النعيم يارب
الله يرحمها برحمته ويجعل مثواها جنة الفردوس الأعلى وان يعينك على برها..بارك الله فيكم
الله اكبر على هالامهات العظيمات المكافحات… جزاهم ربي الفردوس الأعلى من الجنة…. وياحظك يابواريج من شهادة امك لك وغادرت وهي راضيه عنك… ابشر بالخير.. رضا الوالدين من من رضا الرحمن… رحمها الله رحمة واسعة واسكنها فسيح جناته.
الله يرحمها ويغمد روحها للجنة وفعلا مسيرتها وتربيتها لكم أيتاما ومن بعدكم تربية بناتك لهو يدل على ام عظيمة نسأل الله ان يتقبلها بجناته و والدينا وجميع موتى المسلمين
امرأه عظيمه…وهو ديدن اغلب امهاتنا نحن من بلغنا الستين من أعمارنا نسأل الله أن يغفر لها وان يجمعكم معها في اعالي جناته..وان يقدرنا نحن وانتم على اكمال مسيرتهم..
الله يرحمها ويغفر لها ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة ويسكنها فسيح جناته ويغفر لوالدينا.
مقال نضح بوفاء وصحبة بِرٍّ، رحمها الله أمٌ تُذكرنا بالتقى والنقاء وعزاءها لا تُحيطه عباره والمشاعر لا تُؤطر أسراره، والأم ربوةٌ طلتها تُلهم القلم لينطُقا، لفسيح أرض العين لاطرفها ترمُقا، بل قمر برائعة النهار من سماءها تدلى، وشمس تجرُ بمغيبها سدول شفق خجلى.