سواليف
الخبر … الله يا وطر مضى
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لدي قناعة بأن حب الحي الذي شهد طفولتك ، والمدينة التي أرتبطت ذكرياتك بها ، هو جزء من حب الوطن الكبير . وحينما تتغزل فيها ، فكأنك تغزلت في وطنك . مثلها مثل الغصن الذي يحمل ثمراً ، يموت ويصبح بلا قيمة إذا ما تم قطعه وفصله عن جذع شجرته .
شدني يوم أمس مقطع مصور للترويج للأحساء . تلك الواحة التي تجمع بين كل الجماليات . عراقة ، تاريخ يضرب جذوره في عمق ترابها ، وعلم استقى منه الكثير من علماء وأدباء الوطن ، وخيرات الله ، من أرض خصبة ومياه عذبة ، وتحت أرضها خزائن من النفط لا ينضب بإذن الله . قلت في نفسي لماذا لا يقوم أهل كل مدينة أو منطقة بالتسويق لمدينتهم كما يفعل أهل الأحساء . فلكل مدينة من مدن المملكة ، هناك تاريخ جميل ضارب في عمق التاريخ . إن التنوع بين مدينة وأخرى ، هو سر جمال هذا الوطن .
أتابع أحياناً الصديق العزيز الزميل فهد الدوس وهو مهتم بذكريات حي المعيقلية ، وحي الظهيرة ، وغيرهما من ذكريات الأحياء القديمة . وأشتم فيهما رائحة الطين وتراب الأزقة .
نحن في مدينة الخبر عشنا طفولتنا بكل ما فيها من جمال وهدوء وثقافة وتحضر ، لكن ذكريات أحيائها وعائلاتها وشبابها ، لا تختلف عن ذكريات غيرها من المدن . وكم نحن محظوظون بوجود أسماء لها مكانتها اهتمت ووثقت كل صغيرة وكبيرة عن المدينة والمجتمع والأحياء. ولعل من أبرزهم الصديق العزيز د عبدالله مدني . هذا الكاتب في عدة صحف خليجية والأستاذ في جامعة البحرين ، والذي ولد وترعرع في الخبر.
لقد وثق في إصدارين سابقين كل شيء عن هذه المدينة، أسماء الحارات والعوائل ، كما لم يغفل عن أسماء شباب الخبر مدعمة بصورهم في تلك الحقبة . ومساء اليوم الثلاثاء سيدشن النسخة الفاخرة من إصداره الجديد – الخبر يا وطر مضى – . جهد كبير بذله ابن الخبر، يستحق الثناء عليه . ولكم تحياتي.
كم نحن محظوظين…عشنا في ذلك الوقت