وصفة سحرية لعلاج “الحالة اليمنية”
الرياض ـ عناوين:
قال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي إنه لا توجد وصفة سحرية لا لليمن ولا لغيره من الجمهوريات العربية غير “الديموقراطية”، لكنه استبعد أن يصدر هكذا اقتراح من مجلس التعاون أو الجامعة العربية، لافتا إلى أن لمعظم الدول العربية مشكلات مع الديموقراطية ينبغي حسمهما من الساسة قبل المفكرين والنخب السياسية.
وبين خاشقجي في مقال نشرته صحيفة الحياة في عددها الصادر اليوم السبت، أن دول الخليج تقول إنها “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التدخلات الخارجية الفئوية في اليمن”، والمقصود هنا واضح. إنها إيران، ولكنه يرى أن إيران لن تستقر في اليمن طولاً وعرضاً إلا باستقرار الأمر والحكم للحوثيين الذين لا يمكن منعهم من ذلك إلا بتدخل مباشر يعني الحرب ولا أحد يريد الحرب، أو بدعم طرف آخر ضدهم، وهذا يعني حرباً أهلية في اليمن، وهذه ليست في مصلحة دول الخليج والمملكة واستقرارها، بالتالي لا يبقى غير عصا الديموقراطية السحري لمنع تفرد الحوثيين بالسلطة، وكذلك لحماية اليمن من الانزلاق في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، بل ستطفح سلباً على جيرانها، خصوصاً المملكة صاحبة أطول حدود معه.
سيصرخ أحدهم: «اقتراح غارق في التناقض، فلا السعودية دولة تطبق الديموقراطية ولا شعب اليمن متعلم كي يمارس الديموقراطية ويقبل بتداول السلطة»، ولكن الديموقراطية للجمهوريات العربية ليست اختياراً. إنها واجب، إنها العلاج الوحيد الممكن لتنجو، ليس من حال التخلف والفساد والاستبداد. لقد تعدت الجمهوريات العربية تلك الحال المرضية، إلى حال أخطر هي الاحتراب الأهلي والتفكك الكامل. بالتالي إنها «الديموقراطية أو الحرب الأهلية»، فالزعيم الواحد الذي حكم اليمن وليبيا وسورية والعراق ومصر بديكور ديموقراطي مصطنع، وحقق بقوة الأمن «استقرار القبور» في بلده، لن يعود بعدما سقط في ثورات شعبية حقيقية في 2011، والدليل على ذلك واضح جلي في الاحتراب الأهلي الذي يدمر سورية والعراق وليبيا، وما اليمن عن هذه الدول ببعيد إن لم يتداركه أخ كبير برعاية واهتمام. كان بإمكان تلك الدول الثلاث النجاة من مصيرها الحالي لو احتكمت للديموقراطية الليبرالية ونتائجها كرهاً أو طوعاً.