هواجيس
الديك الجديد ودجاجات العشة ..!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
عشةُ دجاجٍ عتيدةٌ وقديمةٌ تُسيطر عليها دجاجاتٌ قديمةٌ.. يصنفن بأنهنّ الدولة العميقة لتلك العشة.. قَدِم إليهنّ ذلك الديك الجديد زاهياً متباهياً بعُرفِه الأحمر.. يمشي بخيلاء ريشه الملون وضخامة حجمه .. له عنفوانٌ بلغ حد السماء.. ما إن وطأت قدماه العشة حتى سارعت تلك الدجاجات القديمات بتجهيز مكانه بكل فخامة، ووضعوه في صدر العشة.
كان كبيرًا في العمر وانتهى دوره الحقيقي في تكاثر الدجاج.. ولكنهن مليئات بالخبث والدهاء ، وجعلنّ العالم كله يحكي عن جمال صوته حين يؤذن.. ومهابة ريشه وكبرياء عُرفِه.. جعلنّ إحدى الديكة الصغار مرافقاً له، يُعظّم شأنه ويُكبّر مقامه.
عاش ذلك الديك في أحلام العصافير.. فظنّ أنه هارون الرشيد تارةً، وتارةً أخرى كان يظن أنه الحجاج.. وفي حقيقة الأمر كان ديكاً داج.. فالدجاجات يُسيّرنّ أعمال العشة بهواهن ووفق أطماعهن.. وكلما حانت الفرصة صنعنّ للديك قصة نجاح أو حدوته شجاعة.. فعاش معهن وكأنّه شيخ القبيلة .. بينما هو مجرد دجاجة على شكل ديك.
الناس تنتظر من العشة إنتاجاً.. فلا بيض يكفي ولا فائدة ترجى .. والديك يقف منافحاً مدافعاً عن عشته وإنجازاتها.. وفي حقيقة الأمر عصابة الدجاجات تدير المشهد.. وتصنع من الطين بيضاً وتصبغه بالبيض ليبدو بيضاً .. من أجل التصوير والتوثيق.. فلديهنّ ذكاء الخبث ومكر الدجاجات.
الديك لم يكن مستاءَا .. فهو يعرف أنه ديكٌ كبيرٌ.. لايستطيع تفقد أرجاء العشة ولا معرفة أسرارها ودهاليزها. ولكنه مبسوط من دلع الدجاجات وتضخيم حجمه حتى أنه أحياناً يعتقد أنه صقرٌ جارحٌ أو نسرٌ جامحٌ.. هذا واقع العشة تقودها عصابة دجاجات وديك جديد.. جاب العيد.