كم قيمتك؟

نسمع كثيرًا بقيمة الأنسان أو مجموعة قيم له.. ما هي قيمتك؟ ليس بذلك السؤال الصعب لإجابته.. لنبحر قليلاً في مفردة القيمة. المصنع الذي يصنع سيارة يضع لها قيمة وهي السعر الذي بموجبه تم تقييم تلك السيارة. المصنع يعلم جيدًا مكونات السيارة وتكلفتها وربحه.. وعليه هو وضع السعر الحقيقي للسيارة. وكذلك الحرفي الذي يقدم لك خدمة تعتمد على مجهوده البدني والفكري.. تجده يحدد القيمة مسبقاً .. ويقول تلك هي كلفة الخدمة. أي سعرها.

كيف يكون للإنسان قيمة؟ هناك أشخص عرفوا بكرمهم وسخائهم، والكرم قيمة للإنسان. مثل حاتم الطائي قيمته الكرم. وهناك أشخاص عرفوا بوفائهم وإخلاصهم، والوفاء قيمة للإنسان كذلك. وهناك الإيثار والشجاعة والصدق .. وكلها مكونات لأخلاق الإنسان.. وهي سلوكياته في الحياة. فعرفنا أن فلان ميزته الفزعة إذا نصيته أنجزك..

الله سبحانة وتعالى كرّم الإنسان وخلقه في أحسن تقويم .. وترك له الخيار في اختيار قيمته. فأنت – أيها الإنسان – من يحدد قيمتك لدى الناس.. إن كنت محترماً، وفرضت احترامك، احترموك . وإن كنت وضيعاً، وفرضت وضاعتك، أنزلوك منزلتك.. قيمتنا تحددها سلوكياتنا وأخلاقنا.. فالأصل فيك قيمة عالية.. إذا حافظت عليها..

هناك فئة من البشر ارتضت لنفسها الهوان بطريقة وضع قيمتها لدى البشر.. فهناك من جعلت قيمتها في جسدها وأنكرت عقلها وفكرها وأخلاقها.. وهناك من جعل قيمته مبتذلة في نشر سفاسف الأمور والأخبار التي تهين الرجل وتجعله في وضع مهين. تلك هي القيم التي وضعوها لأنفسهم في محيط مجتمعهم.. فالمجتمع لن ينعتكم بصفات أصحاب القيم العالية. ولكنه يبتذل بالمفردات لوصفكم بحسب القيمة التي اخترتم.

يقول المتنبي: من يهن يسهل الهوان عليه…. مالجرح بميت إيلام

قيمتك شيء عظيم .. لا تجعل قيمتك عند الناس بالكذوب.. بل اجعلها بالصدوق.. الشهوات مقبرة البشر.. وشهوة الشهرة وضعت لبعضهم قيما حتى أصبح محل أبو ريالين لا يقبلهم لتدني سعرهم.. والله المستعان.