حريق مجمع الظهران

قدّر الله وما شاء فعل . فحريق مجمع تجاري ، يحدث في كل مكان في العالم . وحريق مجمع الظهران أحد هذه الحرائق . وسبقه في الخبر احتراق مجمع الشعلة الشهير عام 1999 . لكن الفارق بين الحريقين هو أن الحريق الأول جاء على كل المجمع الذي تم هدمه بالكامل جراء الحريق . بينما في حريق مجمع الظهران تمت السيطرة بالكامل في وقت قياسي دون خسائر في الأرواح والحمد لله رب العالمين .

لا أقصد أن هناك قصوراً من الدفاع المدني آنذاك ، فلكل زمان إمكانات وظروف وتداعيات . لكني أردت تسليط الضوء على نجاح رجال الإطفاء للسيطرة على حريق في مجمع كبير جدا . مئات المحلات التجارية والمطاعم والممرات المترامية الأطراف ، وسط رياح صادفت يوم الحريق ، كاد الحريق أن يلتهمها في دقائق لولا لطف الله ، ثم يقظة الأجهزة الحكومية المعنية وأولها إدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية ، التي نجحت في تقدير حجم الحريق ورسمت خطة للسيطرة عليه في جزء واحد من المجمع .

بعد الحريق ( وهذا مربط الفرس ) ، سمعنا كل الروايات والحكايات في المجالس والقروبات ، عن هذا الحريق ، مع تناقل مكثف للقطات عن المجمع أثناء وبعد الحريق . شيء واحد لم يتحدث عنه أحد . ألا وهو نجاح الدفاع المدني ، وبسالة رجاله في السيطرة على الحريق وسط تلك الظروف الصعبة ، في خلال أقل من ثلاث ساعات فقط . وما شاهدناه من عمل بعد تلك الساعات الثلاث هو عمليات بحث عن أي مفقود ، وتبريد للمواقع المحترقة داخل المجمع .

مثل جهود الدفاع المدني هذه ونجاحه في هذا الحادث ، يتكرر المشهد في جهات حكومية أخرى ، مثل الجوازات في جسر الملك فهد ، وكذلك رجال الجمارك الذين يتعاملون مع عشرات الآلاف من المركبات والمسافرين في وقت قصير ومساحة جغرافية محدودة . للأسف لا نسمع إلا عن السلبيات ، وتجاهل تام للجهود والإيجابيات التي تقدمها الجهات المعنية ، مما يحبط العاملين فيها .

وإذا ما كان نقد الجهات الحكومية ضرورياً لتصحيح الأخطاء ، فإن تقدير جهودهم والثناء عليهم واجب علينا متى ما كان عملهم يستحق التقدير . ولكم تحياتي