الرأي , سواليف
شاه بندر التجار .. أين تجارك ؟!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لا زلنا في معقل مبدعينا من الشباب والشابات، الذين حققوا تلك المراكز العلمية المرموقة في المحفل الدولي الذي شاركت فيه 84 دولة . كان من بينها دول متحضرة ومتطورة في كافة المجالات، فما تحقق أكبر من أن نمر عليه مرور الكرام، أو نكتفي بتخصيص مساحة من البث لتغطية تلك النجاحات، كما لو كانت بطولة رياضية.
لست ضد الاحتفال بأي إنجاز وطني سواء كان رياضياً أو فنياً أو ثقافياً. فأنا جزء من منظومة رياضية كان لها نصيب من تلك الحفاوة، إلا أني أراها وقتية تنتهي خلال أيام . بينما الإنجازات العلمية تبقى كالشعلة المتقدة، لا تنطفئ، ولا تخفت حرارتها .
الكثير من رجال الأعمال في المملكة لهم أيادٍ بيضاء، لدعم المشاريع الخيرية، والمساهمة في تنمية الوطن، وخلق وظائف للمواطنين . هؤلاء بلا شك، يستحقون التقدير على ما يقدمونه . لكن هناك كيانات ضخمة ذات ثرواتٍ طائلةٍ، لابد أن تساهم في دعم أصحاب المواهب وأن تلعب دوراً مهماً في مسيرتهم العلمية . فمع أن الدولة – أعزها الله – وضعت نصب أعينها تبني ودعم هذه الشريحة المتميزة من شبابنا وفتياتنا، سواء من خلال برامج الابتعاث، أو عبر مؤسسة الملك عبدالعزيز “موهبة”، إلا أن هناك دوراً مطلوباً من الكيانات التجارية ذات الأرباح الملياريه للعمل بجدية للمساهمة في صناعة المستقبل .
الكثير من كليات الطب بحاجة لمزيد من الدعم للأبحاث الطبية الإستراتيجية، والمتخصصون في الطب – على سبيل المثال – يدركون أهمية تمويل تلك الإبحاث من قبل الشركات الكبرى في المملكة مثل “أرامكو” و “سابك” والبنوك وغيرها من الكيانات ذات الإيرادات الضخمة . وقد قرأت قبل فترة عن بحثٍ شاركت فيه كلية الطب بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل مع مؤسسة التحلية بالجبيل حول استخدام المغنيزيوم في مياه التحلية . وكدت أتجاوز تفاصيل الخبر، لولا أني أكملت فوجدت أهميته الكبرى؛ لتأثيره الإيجابي على السكر ومقاومة الأنسولين. مثل هذه الأبحاث، التي تؤثر على حياة الناس وغيرها، تحتاج إلى ميزانيات ضخمة، ومشاركة جدية من القطاع الخاص ذي الإيرادات والأرباح الضخمة .
أعلم أن هذه المقالات “ثقيلة دم” عند بعض القراء . لكنها مهمة لمعالجة الفجوة بين ما هو حاصل اليوم وبين ما هو مطلوب من شاه بندر التجار ورفاقه . ولكم تحياتي .
المشاهد أن مساهمات التجار تجاه وطنهم الذي هياء لهم سبل الثراء لاترقي بمستوى مايحققونه من مكاسب الوطن يريد منهم رد الجميل.