الرأي , ساقية
(كُنْ كَاتِبًا)
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
اختصر بنيامين فرانكلين البشر إلى مجموعتين
قائلاً :
إما أن تكتب شيئاً يستحق القراءة، أو أن تفعل شيئاً يستحق الكتابة !
و بمحاولة متفاءلة ، أحاول أن أنتمي للأولى .. لعلّي اصادق الثانية فتصبح عائلتي المحتملة
سأرسم حروفي عن فن ( الكتابة )
بإعتراف سريع .. هو
نعم ، من الجُهد أن تبدأ بنمنمة الحروف و نقشها متى أردت و في أي ساعة تشاء !
و لعل البعض أو الكثير – إن لم أُبالغ – يظنها سهلة لدى الكاتب
و أن ضيافة المعاني و الصياغة .. قريبة و من البساطة كما يُفتح صنوبر الماء !
و هذا ما يتعجب منه أيّ كاتب بل يغيضه !
إن الكتابة أطناب كثيرة
أولى أوتادها النيّة ثُم الإرادة فلهما الأسبقية لتخطّي ” التردد ” المتمترس ، و ” الملل ” الذي يجوب سماءك ، و يأكل من عشاءك
..
أمّا ما بعد ذلك ، فما هي إلا توليفات تستطيعها بصبر جميل .
الكتابة أعدل حقائق الإبداع ، قال تعالى { الذي عّلّم بالقلم }
القلم قائد فصيح ، قد يغير واقعاً ، يصنع جمهوراً ، و يعقد الرايات للشعوب .
الكتابة تشتعل بالشعور ، يستمر ضوءها بالفكرة ، و ثقافة صاحبها تدعوك لها .
أنواعها السائدة حالياً :
– الكتابة الوجدانية .. فيها يتكثف الشعور ، ولا تحتمل أكثر من فكرة واحدة .
– الكتابة الموجهة .. تُحشد لها الأفكار بُغية الإقناع ، و تقل نسبة الشعور .
– و أما الكتابة الجماهيرية .. – فصحى أو عامية – فالشعور فارسها المدجج ، و لو كانت الفكرة مكررة أو متوقعة ، تكثر في وسائل التواصل و الإعلانات .
أيها الكاتب ..
انظر للنص بشغف كما تنظر لشيء يُطل من الأرض و يعلو .
إن لم تسعد في الكتابة ، فلن تهتف بالشارد العجول ليقرأك .
و اجعل حروفك من الأفلاك السيّارة ،
تزورها كلما سنح الخيال ،
ثم أتنا بها بلا توقع ،
أو فاجئنا بالسفر معك .!
قطرة :
——
أول نبي بعد أدم عليه السلام ، هو ( إدريس ) عليه السلام . اسمه أخنوخ ، و سُمي بأدريس لكثرة مدارسته الصحف السماوية . كان يعمل خياطاً للثياب و الجلود ، و هو أول من خط بالقلم .