النخلة في وادي الدواسر .. علاقة حياة ووجود يكشفها الماضي ويؤكّدها الحاضر
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تُشكّل شجرة النخيل لدى أبناء محافظة وادي الدواسر علاقة حياة ووجود منذ القدم، تكشفها شواهد عديدة في بقايا آثار الماضي، حيث كانت ولا زالت تُعد أهم الأشجار في إمدادهم بمنتجها من التمور الذي يعدونه من أساسيات الغذاء الذي لابد من توفره في كل منزل، كما كانت في الماضي، إضافة إلى كونها متطلباً مهماً في احتياجات إنسان المحافظة في البناء والمسكن والأواني والدواء ووسائل العمل والبحث عن لقمة العيش الكريمة.
وخلال الأعوام الأخيرة ازداد الاهتمام بها وزراعتها حتى وصل عددها اليوم إلى أكثر من نصف مليون نخلة، أغلبها من الأنواع الجيدة، ومن أهمها السّري الذي تشتهر المحافظة به، وتصل عبوة الـ 20 كيلوغراماً منه إلى 100 ريال، والخلاص الذي يفضلونه على جميع أنواع التمور وتتراوح عبوة الـ 20 كيلو غراماً ما بين 150 ريال إلى 400 ريالاً بحسب حجم الثمرة.
وهناك أنواع أخرى يفضلونها رطباً كالمكفزي والهشيش والعنيب وأم قميعة، ونبت السيف والمنيفي والبرحي، وأخرى يكنزونها كالكليفخي والصقعي الذي تعمد بعض الأسر المنتجة إلى تسويقه محشواً بأنواع المكسرات ومنها اللوز والفستق،كما تعمد بعض الأسر إلى صناعة “الشعثاء” منه ومن الخلاص التي تتكون من “الإقط” و”التمر” المضاف إليها في معظم الأحيان السمن البري، وتعدد زاداً للمسافر بوصفها وجبة غذائية متكاملة تُغني عن تناول التمر.
وأمام هذا الاهتمام بالنخلة من أبناء المحافظة حرص عدد من المستثمرين على إنشاء مصانع التمور الآلية التي يفضلها البعض حيث توجد بالمحافظة حالياً ثلاثة مصانع حديثة، كما لازالت بعض ربات البيوت يقمن بالتعبئة اليدوية في أكياس بلاستيكية والتي يفضلها آخرون.
وخلال موسم جني التمور يقوم المستثمرون فيه بالتسويق داخل المحافظة من خلال الأسواق المخصصة لها في الخماسين والرويساء، وخلال المهرجان السنوي للتمور كما يقوم البعض بالتسويق في العاصمة الرياض، وفي منطقتي نجران وعسير.