مواقف لاتنسى مع ليلى علم الدين في السويد
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تتعذر الكلمات وتتبعثر الأفكار عندما يريد الشخص أن يتحدث في المناسبات الاستثنائية ولاسيما المؤلمة منها، خاصة عندما تفقد قريب أو صديق، والذي عايشته واقعاً مؤلماً في بداية شهر يونيه الحالي، بفقدان أستاذتي المستشارة الإعلامية ليلى علم الدين عبدالسلام المدير الأسبق لإدارة الإعلام والاتصال بالإقليم الكشفي العربي ومستشارة التسويق بمعهد الأهرام الإقليمي للصحافة والإعلام ومستشارة الإعلام والاتصال بالإقليم الكشفي العربي، والمقررة السابقة للجنة العلاقات العامة والإعلام بالاتحاد العام للكشافة والمرشدات في جمهورية مصر العربية.
تجمعني بها الكثير من المواقف التي تؤكد مهنيتها الإعلامية الكشفية العالية وسمو أخلاقها، ولعلي أذكر هنا بعض المواقف التي حصلت بيننا خلال الجامبوري الكشفي العالمي الثاني والعشرين في مدينة كريستيانستاد في أقصى جنوب السويد صيف عام 2011م، ففي أول يوم عقدت وإياها في Media Center اجتماعاً لمناقشة كيف يمكن أن نغطي مشاركة الإقليم الكشفي العربي بالجامبوري؟، وكيف يمكن لشخصي أن أوفق بالتغطية للإقليم مع التغطية لمشاركة جمعية الكشافة السعودية، خاصة وأن رئيس الجمعية – آنذاك – الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود على رأس الوفد السعودي ، وكيف يمكن أن نوثق الأحداث على مدار الساعة؟، كانت تتحدث معي بحماس وبرغبة أكيدة أن يكون للإعلام الكشفي للإقليم حضور فاعل، يصحبه توثيق للمهمة، وبعد مناقشات لم تتجاوز النصف ساعة خرجنا بأن نرسم خطتنا على أن دورنا استثمار المتاح من وسائل الاعلام ومن ضمنها القنوات الفضائية المشاركة مع الوفد السعودي للتعريف بأنشطة الإقليم بما يسهم في ابراز تلك المشاركة على أن نركز على صورة الحركة الكشفية بتوجهات متخصصة وإجراءات فعالة وهو ماجاء في أولوية استراتيجية الكشافة العالمية التي أقرت عام 2002م بالمؤتمر الكشفي العالمي السادس والثلاثون الذي انعقد في مدينة سالونيكي باليونان ضمن سبع أولويات، وبالنسبة لشخصي فإنني قادر على أن أوفق بين الإقليم والجمعية خاصة وأن الكشافة السعودية حضرت للمشاركة بوفد إعلامي متميز، فيما يمكننا أن نستفيد من أعضاء فريق عالم واحد – وعد واحد في التصوير والتوثيق وهو ماتم بالفعل وسط ترحيب وحماس منهم ، الأمر الذي جعلها رحمها الله تثني عليهم وتشيد بهم في كل المناسبات.
وكان من المواقف رحمها الله التي أكدت لي فيها حرصها على عملها فضلاً عن كشفيتها الحقة التي مارستها منذ صغر سنها ، أن قلت لها مارأيك في أن تنتقلي معي للفندق الذي أسكن فيه؟، فمن الممكن أن نجد غرفة خالية، قالت لي سأبقى بخيمتي (هايك) رغم الوحل بأرض المخيم، وعدم وجود إضاءه بالمساء، وأتذكر أن رغبت مقابلة الأمير فيصل بن عبدالله فوعدتها خيراً وهو ماحصل بالفعل، خلال اجتماع غداء لأعضاء اللجنة الكشفية العالمية في خيمة “رسل السلام” إذ صحبتها إلى سموه وعرفتها عليه ودار حديث بينهما أبدى فيه الأمير إعجابه من حديثها عن الاتصال الفعال وأهميته في التسويق للحركة الكشفية، وعرفتها خلال ذلك اللقاء على الزميل راشد السكران المرافق للوفد السعودي من صحيفة الرياض الذي عجبت حينه من لقب العائلة، وأخذ حينها منها الاستاذ راشد تصريحاً اشادت فيه بدور وسائل الإعلام السعودية المتنوعة في إبراز مشاركة الوفد السعودي بالمخيم, وافادت أن ذلك من شأنه تعزيز الصورة الذهنية عن الكشافة لدى المجتمعات والأفراد، ونوهت حينه بالإعلام الكشفي السعودي الذي تسخر جمعية الكشافة العربية السعودية له كل أسباب النجاح من تأهيل للقيادات الكشفية في المجال الإعلامي داخلياً وخارجياً وتأمين أحدث الأجهزة المتعلقة بالإعلام والاتصال، وتكوين فريق إعلامي مميز لكل مناسباتها الداخلية والخارجية، وقالت رحمها الله إن الإعلام الكشفي اليوم أصبح مطلب أكثر من أي وقت مضى خصوصاً لدينا نحن الدول العربية من أجل زيادة الإشتراكات في عضوية الكشافة، وهو هدف رئيس في الخطة الإستراتيجية العشرية للإقليم العربي ومن أجل أن يعرف الآخرين الكشافة ونشاطاتها وما تقوم به من جهود على جميع المستويات، ودعت إلى الاستفادة من تجربة المملكة الإعلامية خاصة في موسم الحج وفي المؤتمرات والمخيمات الكشفية العالمية.
وكانت رحمها الله تعرف أنني لا استسيغ الأكلات التي تًعد في مطعم الجامبوري ، فسألتني أين تأكل فأوضحت لها أنني أتناول الأفطار في مطعم عراقي قريب من الفندق الذي اسكنه يُعد ساندوتشات الفلافل، فيما الغداء يعده الزملاء بالمخيم، فأشارت عليّ أن لاانساها فكنت أحضر لها وجبة الأفطار كل يوم ساندوتش فلافل، حتى بدأنا الصيام فكنت أحضر لها القهوة والتمر مغرب كل يوم وشيء مما يعده الزملاء، وكم كانت سعيدة بذلك الأمر، وأتذكر أن طلبت مني مصحفاً أن أمكن لتستفيد منه في صلاة القيام منفردة في خيمتها، وكان الوفد السعودي قد أحضر معه كمية من المصاحف فأحضرت لها مصحفاً دائماً ماتذكرني به وتدعو لي من أجله، كما كانت تهتم بي ونحن بالمركز الإعلامي فلا يمكن أن تعد أية مشروب ساخن أو بارد إلا وتصر أن تعد لي معها ، وكانت تغبطنا على الزميل عبدالله المحمدي المسؤول عن فريق عالم واحد، وتقول بلهجتها”: يامبارك لو الأولاد دول عندي في مصر مع الأستاذ عبدالله حكسر الدنيا!!.
طيب الله ثراك أستاذه ليلى وجعل الجنة مثواك وجمعنا بك في دار الخالدين.