لقد اضطلع المهاجرون بدور حاسم الأهمية في تشكيل نيويورك، وتعكس أسماء الأماكن مثل ليتل هيتي والحي الصيني وإيطاليا الصغيرة تأثير ونفوذ المهاجرين في هذه الأحياء.
بعض الأسماء تبقى لأن بعض الكلمات الأجنبية لها صوت مستساغ، مثل بوابة الجحيم (Hell Gate) (التي جاءت من اللغة الهولندية وتعني المضيق الجميل ولكن في اللغة الانجليزية تشير إلى المياه الغادرة) أو العديد من الأماكن التي سميت بأسماء (Kills) “كيلز” التي تعني باللغة الهولندية الجداول.
وكتب جيلي-شابيرو، “لا يمكن أن أكون أنا الشخص الوحيد الذي سأل والدي، عندما سافرنا لزيارة جدي في نيو جيرسي عبر طريق ستاتن آيلاند السريع: لماذا يسمى أكبر مكبّ للنفايات في نيويورك فريش كيلز أي [الجداول العذبة]؟‘”.
ينتهي الأمر بالأسماء الأميركية كأسماء أماكن في جميع أنحاء العالم. فالرئيس الأول للولايات المتحدة، جورج واشنطن، له مدن وجبال تحمل الاسم نفسه في العديد من البلدان، بما في ذلك بولندا وجمهورية الدومينيكان. وعلى الرغم من أن اسم واشنطن قد يكون الأكثر تكريمًا من الناحية الطوبوغرافية على الإطلاق، إلا أن منطقة نيويورك العصرية انتشر طابعها في جميع أنحاء العالم. وقال جيلي-شابيرو للجمهور في حديث الكتب عبر الإنترنت في مكتبة نيويورك العامة في إبريل: “في الأوقات الحالية، بروكلين تتفوق على كل ما عداها”.
كيف تتغير أسماء الأماكن مع مرور الوقت. قال جيلي-شابيرو إن أحد مراقبي الحركة الجوية من أصل يمني لم يتمكن من جعل إدارة المدينة تسمّي الحي الذي يقطنه في برونكس على اسم مواطنيه الذين يعيشون هناك. لذلك قدّم التماسًا لخرائط غوغل وفاز باسم “اليمن الصغير”. قد لا يكون الاسم رسميًا، ولكنه موجود على تطبيق خرائط غوغل الذي يستخدمه العديد من المسافرين.
يقول جيلي-شابيرو “إن إطلاق أسماء جديدة على الأماكن يحدث بكل أنواع الطرق الآن. ومثل هذه المساعي من أجل الاعتراف، التي يقوم بها المهاجرون وغيرهم في أطراف المدينة ممن استخدموا قوة الأسماء لجعل شوارعها موطنًا أصيلا لهم، هي مساعٍ تتوافق مع اتجاهات أخرى في مدينة ما زالت ثقافتها وأعرافها المهيمنة تتغير”.