الرأي
السعودية.. نجوم الاستدامة 1
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
غالبا لا تخرج النتائج الجيدة للأداء المؤسسي في المنظمات عن نوعين: إما نتائج مستدامة قائمة على التخطيط والمنهجيات أو نتائج (الفقع). والفقع نوع من الفطر ينمو فجأة عند توفر الظروف المناسبة- نتيجة الصدفة أو الحظ أو ظروف بعينها، والفرق بين هذين النوعين من النتائج هو أن الأولى هي ثمرة عمل مؤسسي متقن قائم على التحسين المستمر للوصول إلى التميز, أما الأخرى فهي ثمرة اجتهاد شخص أو ظروف مؤاتية أو ضعف في البيئة العامة المحيطة ترى في نتائج (الفقع) شيئا عظيما.
لا استدامة تأتي صدفة
شهر ذو الحجة في كل عام يعتبر شهرا حافلا بالعمل الدؤوب في المملكة العربية السعودية، وقد تميز هذا الشهر للعام 1442هـ بكثرة المحافل والمناسبات التي إما تشرف عليها المملكة العربية السعودية بشكل مباشر أو تشارك فيها.
أول ما قفز إلى ذهني هذا العام هو أداء وزارة الداخلية، حيث قامت وزارة الداخلية بإدارة الجوانب الأمنية والتنظيمية على جميع الأصعدة في الداخل السعودي و المساهمة الفاعلة في إدارة الحج بكفاءة ولم يتغير أداؤها حتى في ظل استمرار تبعات جائحة كورونا في هذا الموسم، بل برعت وتميزت، عدا عن استمرارها في أدائها المتميز لمواصلة إدارة جائحة كورونا بالتكامل مع بقية الجهات المعنية.
إن هذا الأداء المتميز لم يكن وليد صدفة أو استجابة لظرف طارئ، بل كان نتيجة تطوير دؤوب للعمل المؤسسي يذوب فيه أفراده لصالح الهدف الأسمى و هو خدمة وطن اسمه “السعودية” تحت قيادة وإرادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
الوزير الشاب والعمل المؤسسي
في الخامس والعشرين من شهر مايو 2021م غرد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بالتالي: “أبشر وفُرجت وغيرها من منصات وزارة الداخلية التي تخدم المواطن والمقيم هي إحدى منجزات العمل الجماعي بروح الفريق الواحد، ولم تُطلق أو تحقق نجاحاتها بفكرة شخصية أو مجهودات فردية، بل هي نتيجة للعمل المؤسسي، وكانت ولا تزال جزءاً من خطة استراتيجية شاملة.
واليوم، وبرعاية القيادة وتوجيهاتها الكريمة فإن لدى الوزارة خطة تحول رقمي طموحة بجودة شاملة وكفاءة عالية نلمس مخرجاتها تباعًا.
أعتز بكل فرد عمل أو أسهم مع فريق التحول الرقمي في وزارة الداخلية، وبكل جهد يبذل لتحقيق المأمول، ويتوج نجاح هذا التحول بالتكامل مع جميع الوزارات والجهات في إطار رؤية المملكة 2030 ومرتكزاتها”.
تلك التغريدات الثلاث تلخص منهجية العمل المؤسسي في وزارة الداخلية التي تقوم على العمل الجماعي والاستدامة في النتائج المتميزة والتحول الرقمي متكاملة مع أهداف وطنية سامية تسعى لتحقيقها كجزء من منظومة متكاملة مع غيرها من الوزارات والجهات الأخرى في الدولة.
رضا المستفيد
لقد حققت وزارة الداخلية رضا المستفيدين بتفوق و حب و استدامة، جميع خدماتها المقدمة يذكرها المواطن والمقيم بخير وحياد و شكر.
إن تحقيق 100٪ من رضا المستفيدين غير منطقي مؤسسيا، لكن نسبة الرضا المرتفعة عن ما تقدمه وزارة الداخلية تترجم إلى تحسين مبهر في الخدمات ابتداء من بوابة القادمين إلى أرض السعودية واستقبال الجوازات مرورا بالقطاعات المختلفة مثل: من الأمن العام والدفاع المدني والمرور وغيرها ومواصلة استهدافها لتقديم خدماتها إلكترونيا للمستفيدين في بيوتهم داخل وخارج الحدود للمواطن والمقيم والزائر والسائح.
الداخلية وتمكين المرأة
لقد كانت وزارة الداخلية من أوائل الوزارات التي وظفت المرأة وتوسعت في تمكينها. إن تمكين المرأة في الوزارة كان رتمه هادئا وثابتا وكان توسعا حلقيا يضمن تمكينا مستداما لها حتى يستمر بنتائج متميزة.
فرص التحسين
هل يوجد ما يسمى المنظمة المثالية؟ الجواب هو لا، لكن هناك منظمة متميزة مؤسسيا لا تتوقف عن تحويل كل فرصة تحسين إلى نقطة قوة لتزداد تميزا.
لعل خدمات الأمن العام مثالا حاضرا على النقلة النوعية في الخدمات و وضوح الهيكل التنظيمي وتدفق العمليات، لتُنجز في أقل وقت ممكن مع وجود جهات تتابع وتحسن وتستقبل شكاوى المستفيدين محولة إياها لحلول.
مثال على هذا، التطور الملحوظ في خدمات مراكز الشرطة، حيث جمعت بين أتمتة العمليات والربط الإلكتروني للاتصالات الإدارية مع الجهات المعنية أو المرتبطة بها والتدريب المستمر لمنسوبيها والمنعكس في الأداء الجيد لمعظم العاملين هناك، وتفعيل دور المرأة فيها مع توفير بيئة مناسبة لهن في مكان العمل.
هل هناك فرص تحسين؟ نعم هناك الكثير من الفرص التي قد تكون من وجهة نظر المستفيدين أو العاملين فيها، مثل زيادة عدد مراكز الشرطة في المدن التي تشهد تزايدا متسارعا في عدد السكان، تثقيف المستفيدين بدور مراكز الشرطة وآلية عملها ومهامها، نشر اللوحات الإرشادية والهياكل التنظيمية والرؤية والرسالة وقياس رضا المستفيدين في مبانيها، تحسين بيئة العمل في بعض المراكز لضمان رضا العاملين فيها ولتناسب جميع فئات المستفيدين.
ولضمان أداء متميزا لجميع منسوبي القطاعات من جميع المستويات، فإن التدريب المستمر والمتابعة هما كلمة السر.
ختاما… كل الشكر لوزارة الداخلية التي تحولت إلى وزارة صديقة للجميع ابتداء من وزيرها الشاب وانتهاء بجميع منسوبيها..
فها هي تلك الجندية التي تربط حذاء إحدى الحاجات في بيت الله الحرام، و ها هو شرزي المرور يوزع ورودا على الجميع مع بداية العام الدراسي، و الآخر يحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية للحفاظ على صحة الجميع.
إن هذه الاستدامة أسس لها الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله و امتدت إلى حفيده الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بتوجيه وتمكين من قيادتنا الرشيدة وفقهم الله إلى ما يحب ويرضى لتصبح منجزات وزارة الداخلية نموذجا عالميا سعوديا يحتذى به.