موجة “تراشق” جديدة بين مصر وتركيا.. والإمارات تدخل على الخط
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
دبي ـ سي إن إن
تجدد “التراشق” بين مصر والإمارات على خلفية تصريحات أدلى بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمام “المنتدى الاقتصادي العالمي”، تضمنت انتقادات جديدة لمصر، طالت أيضاً دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأدانت الخارجية المصرية، في بيان اليوم الاثنين، ما جاء في كلمة أردوغان أمام المنتدى الاقتصادي، الذي انطلق في مدينة “اسطنبول” التركية الأحد، واعتبرت أنها تأني “استمرار لمسلسل الشطط والأكاذيب، التي يرددها حول الأوضاع في مصر.”
وبينما جددت القاهرة “استنكارها الشديد لهذه الأكاذيب، من جانب الرئيس التركي”، فقد أكدت أن “المُتابع للشأن الداخلي في تركيا خلال الأعوام الـ12 الأخيرة، يخلص إلى نتيجة طبيعية مفادها أن السيد أردوغان.. بعيد كل البعد عن الديمقراطية الحقيقية.”
وقالت الخارجية المصرية، في بيانها، إن أردوغان “ليس في وضع يسمح له بإعطاء الدروس لنا بشأن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ولا ينصب نفسه وصياً عليها.”
وأضافت أن “واقع الأمور في تركيا يشير إلى أنه رغم بقاء أردوغان في السلطة لأعوام طويلة كرئيس للوزراء، فإنه لم يتردد عن تغيير النظام السياسي للدولة من النظام البرلماني إلى النظام شبه الرئاسي، وتغيير الدستور التركي، حتى يستمر في السلطة لعشرة أعوام قادمة، وهو ما لا يمكن وصفه بالسلوك الديمقراطي.”
كما تضمن البيان انتقادات لـ”ممارسات” انتهجها أردوغان خلال الأعوام الماضية، سواء من خلال “فرض قيود على حرية الرأي والتعبير والتجمع، واستخدام القوة المفرطة في التعامل مع النشطاء السياسيين والمتظاهرين السلميين، بل ووصل به الحد إلى إغلاق موقع (تويتر) في تحد سافر لأبسط قواعد احترام حرية الرأي.”
كما اتهمت القاهرة الحكومة التركية بفرض قيود شديدة على حرية الصحافة، وملاحقة الكتاب والصحفيين قضائياً، وكذلك “التمييز ضد الأكراد”، والتدخل في أعمال القضاء الذي ينظر قضايا الفساد، واحتجاز المواطنين بدون تهم لفترات طويلة.
وقالت الخارجية المصرية إن كل هذه الأمور “ترصدها وتؤكدها تقارير منظمات دولية وإقليمية لسجل حقوق الإنسان في تركيا، مثل الاتحاد الأوروبي.”
تابعت: “لا شك أن هذه الانتهاكات المستمرة والممنهجة والممارسات غير الديمقراطية، تُفقد الرئيس التركي أي مُبرر أخلاقي أو سياسي، للتشدق بالدفاع عن الديمقراطية.”
واعتبرت أن الانتقادات المتكررة التي يوجهها الرئيس التركي إلى مصر “تعكس منظور أردوغان الإيديولوجي الضيق، الذي يرتبط بتوجهاته الفكرية وطموحاته الشخصية، وأوهام استعادة الخلافة العثمانية، بعيداً عن المصالح الوطنية لبلاده وشعبه.”
كما ذكرت الخارجية المصرية في بيانها أن “تدين مصر بكل شدة تهجم الجانب التركي على دولة الإمارات العربية الشقيقة، وتعتبر ذلك تهجماً على سائر الدول العربية ، وتؤكد رفضها لذلك.”
كما اتهم البيان الحكومة التركية بـ”دعم جماعات وتنظيمات إرهابية، سواء بالتأييد السياسي، أو التمويل، أو الإيواء، لبث الفوضى، والإضرار بمصالح شعوب المنطقة”، معتبراً أنه “أمر لا يتعين السكوت عنه أو التهاون معه من جانب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لما يمثله ذلك من تهديد للأمن والسلم الدوليين.”
وشدد بيان الخارجية المصرية على حرص مصر على “التمييز بين مواقف القيادة التركية، التي أقل ما توصف بأنها مواقف متدنية وتتسم بالرعونة وتنتهك التقاليد والأعراف الدولية.. وبين العلاقة التاريخية وروابط الدم التي تجمع الشعب المصري بالشعب التركي الصديق.”
ونصحت الخارجية المصرية أردوغان، في ختام بيانها، بأن “يلتفت لإصلاح سلوكه الشخصي المستبد، وتحسين سجله السيئ في مجال حقوق الإنسان.. قبل أن ينبري بدس أنفه في شؤون الآخرين، وينصب نفسه وصياً على الديمقراطية ومدافعاً عنها، وهو أبعد كل البعد عن مبادئها وقيمها”، بحسب البيان.