من تجاربي في الحياة.. (جاكم الذيب)
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في عام 1979م كُنت كشافاً في الوحدة الكشفية بمدرستي، التي كانت مُتميزة على مستوى المملكة في فئة محافظتي تعليمياً “ج” وفق تصنيف الكشافة بوزارة التعليم ، المعارف – آنذاك -، والذي أعتقد أنه يعود إلى عدد الوحدات الكشفية من كل المراحل لكل “منطقة” قبل أن يصدر نظام المناطق والمحافظات، والذي بموجبه أصبحنا “محافظة”، وكنت إلى حد ما من المتميزين كشفياًً على مستوى مدرستي، وكذا فنياً، وأحب الرياضة والمسرح، لكنني لست متميز فيها كالكشافة والتربية الفنية، إلا أن أحد زملاء الدراسة (أدوشنا) بأنه هو الفاهم والموهوب في كل شيء، وكان ذلك لا يهمني كثيراً، إلا بعد أن بدأ يتدخل في عملنا الكشفي ونحن نستعد لإستقبال لجنة تقييم مسابقة التفوق الكشفي التي من خلالها سنتأهل للمسابقة المركزية في محافظة الأحساء.
فعرضت الأمر على قائد الوحدة – شفاه الله -، فلم ينصرني بل تركه يتصرف كما يريد، وعرضت الموضوع على مُدير المدرسة – حفظه الله – فوعدني خيراً، وقال : أعملوا ما ترونه أنه الأصلح وهو سينكشف إن عاجلاً أو آجلاً، وبالفعل عندما حضرت اللجنة غاب ذلك الشخص، ودارت الأيام واصبح مدير مدرستي زميلاً لي بالعمل فذكرته بتلك القصة، وكان شخصية تتصف بالحكمة فقال لي: “إن التفاهات (يابوعوض) تجرجر بعضها.. وتراكم نفسها حتى تكّون لفرط تراكمها جبلاً هشاً وخفيضاً يجعل الفرصة سانحة للمتسلقين وكل غواة الظهور الذين ينسون في غمرة تفاهاتهم أنهم يقفون فوق أرضية هشة سرعان ماتميد من تحتهم”.
وبكل أسف فإن تفاصيل تلك القصة وفصول تلك المسرحية لازالت مستمرة وفي كل مجتمع وستجد أن ماقاله قائد المدرسة واقعاً أمام كل فطن من أناس أبتليت بحب الظهور، وتنظر ردة فعل الفاهمين، الذي كشفوهم للملأ وكشفهم قبل ذلك عملهم، ولم يعد يهمهم مايفعلون ويقدمون من تفاهات حتى وأن كانوا يتصورون قصة “جاك الذيب” وهي تذهب بي إلى حكاية ذلك الذي كان بالولايات المتحدة الأمريكية للدراسة، وخلال أحد الحفلات التي أقامتها الكلية والذي كان يتضمن فقرات أناشيد من كل بلد وتقدم ذلك الطالب أحد المجموعات ولم يتذكر إلا “يا أبونا جانا الذيب.. ياعيالي لاتخافون”، وصفق الجميع معجبين بالرتم واللحن دون أن يعلموا شيئاً عن الكلمات وإلا لارتعدت فرائصهم من الخوف.
أسرحوا وأمرحوا فالذيب لن يأتيكم فالذئاب تحب أكل فريستها حية.