محمد الشعيبي النموذج في العمل التطوعي وأول من ارتدى الزي الكشفي بالأحساء
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
عُرف في المملكة العربية السعودية عن المجتمع الاحسائي عشقه للعمل التطوعي، وتجذره في أبناء وبنات ذلك المجتمع، الأمر الذي حقق التآخي والتعاون والتكافل بين أفراده ، وأظهر مشاعر العطاء والبذل والتآزر لديهم في كل وقت، مما أسهم بطريق مباشر أو غير مباشر في الارتقاء بالثقافة المجتمعية لديهم، وتنمية الحس بالمسئولية وتحفيز روح المبادرة، ومنها قادة العمل التطوعي الكشفي الذي امتاز به ذلك المجتمع، ومن بين تلك الفئة يبرز اسم محمد بن عيسى الشعيبي – رحمه الله – الذي ولد عام 1362هـ، وانتقل إلى رحمة الله عام 1434هـ، بعد أن ساهم في زرع ثقافة التطوع لدى أبناء جيله حيث كان من خيرة الناس الساعين لعمل الخير تجاه المجتمع وإنسان الاحساء تطور عشقه مع الوقت الى أن اصبح سمة وركيزة من حياته في خدمة الانسانية جمعاء ويكفيه فخراً أن شارك 27 عاماً في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وبرز اسمه كواحد من الذين ضمتهم لوحة شرف المشاركة في جميع التجمعات الاسلامية من عام 1384هـ إلى عام 1394هـ، ومن المساهمين في إغاثة منكوبي العدوان 1967م، حيث شارك في حملة جمع التبرعات لأسر ضحايا الحرب، وأن أسس اول مركز تدريب كشفي في الاحساء بطريق عين نجم، وهوما جعل قادة كشافة الأحساء اليوم يوصفون بعشقهم للعمل الكشفي التطوعي، وكيف لا يكون وقدوتهم مثال أعلى بحق وهو ما جعلهم يحذون حذوه، فقد رأوا فيه القدوة في حب خدمة الآخرين شاخصة أمامهم، فبالتالي هو بالنسبة لهم نموذج مثالي في سلوكه وأفعاله وتصرفاته ، قوله يطابق عمله، وأكرمه الله بحرصه على خدمة الناس والوطن وحب الخير، وهو ما تؤكد عليه مبادئ الحركة الكشفية.
تعرفت إليه – رحمه الله – عام 1400هـ، وكنت وقتها طالباً اثناء معسكرات الخدمة العامة في مكة المكرمة والمشاعر والمقدسة، والتقيته في مسابقة التفوق الكشفي التي استضافتها الاحساء ذلك العام، وتوطدت العلاقة بيننا بعد أن التحقت كممارس لمهنة التعليم وقائد كشفي، فكانت تجمعنا المعسكرات والمناسبات المختلفة، وقد الهمني كثيراً من الأمور التي أرى أنها اليوم نبراساً في حياتي الكشفية ومنها عبارة كان يرددها “أعمل ودع عملك يتحدث عنك”.
حدثني ذات مرة أنه أول من اقتنى بدلة كشفية من أبناء الأحساء وكان وقتها بالصف الرابع، اشتراها من مملكة البحرين، وأنه أول من أسس وحدة كشفية بالمحافظة خاصة بمعاهد النور والأمل، وتكفل بإحضار الزي الكشفي لأفراد الوحدات الكشفية بالمعاهد، وحدد بنفسه الألوان الخاصة بهم.
ولما يتميز به من خبرة وقدوة وحضور على المشهد الكشفي السعودي كان أن حصل على ثقة المسئولين فتم ترشيحه للعديد من المناسبات الخارجية لتمثيل المملكة في العديد من الدول الخليجية والعربية والاسلامية ومنها الكويت، وقطر، والامارات، وسوريا، والاردن، وتركيا، والمغرب، وتونس، ومصر، والسودان، واليمن.
وأمام هذا الحضور التطوعي الكشفي الكبير منحته جمعية الكشافة العربية السعودية وسام القيادة الفضي في حفل تكريم الشخصيات والقيادات الكشفية التي كان لها دور في دعم عمل وأنشطة الجمعية الذي أقامته يوم الأربعاء 21 شوال 1426هـ، ورعاه صاحب الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة – آنذاك –، كما مُنح قلادة الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات في ختام المؤتمر الثامن للاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات الذي استضافته الكويت عام 1437هـ وتسلمها عنه ابنه ياسر.