عواصف الحياة

لا تجعل عواصف الحياة تسلبك بهجة عينيك، وابتسامة شفتيك.

تذكر الخير وكل الخير الذي تنعم به.

تذكر أنك لست مشردا، ولا متسولا، ولَا تائها بلا مأوى ولا وطن.. تذكر أنك لم تنم تحت أجهزة المستشفيات وتصحو على صوت الأطباء.

تذكر أنك لا تعيش في الملاجئ، ولا في مخيمات اللاجئين، تذكر أنه يحتضنك وطن ويحبك أفراد، تملك أسرة وأصدقاء، ويحتويك حُب يشبهك وتشبهه تلتقيان في العقل والجنون، تأمن بجانبه من كُل شيء وهو لك كُل شيء.

تذكر أنك لست عاطلا ولا محروما فقد منحت الكثير الذي حرم منه الكثير.. تذكر أنك تجهل الغيب ولكنك تسعد بالحاضر ، بينما هناك من يجهل المستقبل ويتألم في الحاضر.

تذكر أنك قادر على الكثير فيما غيرك لا يقدر على شيء مما لديك.. تذكر أنك تنطق وتسير وتنظر لنفسك بالمرآة بكل إعجاب.

تذكر أنك تضحك وتسافر وتسامر الأصدقاء.. وتذكر أنك تنعم بالحب فيما هناك من يتمناه.

تذكر أننا أقوام ننظر للجزء الفارغ من الكأس ولا نكترث للجزء الملآن منه.

إننا وللأسف نعيش حزننا بالكامل بل وكأننا نتلذذ به مع ما فيه من وجع ونمر على لحظات الفرح مرور العابرين.

إننا أقوام قليل منا الشاكر وكثير منا المتذمر.

نُحب دور المظلوم والحزين والمهزوم ونعيشها بين حين وآخر وكأنها إحدى إنجازاتنا في الحياة.