ما من شك بأن عصر الفضائيات والاعلام والعولمة قد انعكس سلبا على ثقافة شباب الامة العربية نظرا لعدم وضع استراتيجية من شأنها الاستفادة من إيجابيات هذا التقدم التكنولوجي المتسارع في شتى المجالات وعلى وجه الخصوص في المجال الإعلامي.
إننا اليوم نعيش في عصر العولمة والاعلام الفضائي ووسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها.. هذه الثورة التكنولوجية في مجال الاتصال والاعلام بلا شك استطاعت ان تغيير من ثقافة وانماط، السلوك في الكثير من المجتمعات والشعوب على مستوى العالم إيجابا وسلبا.
فمثلا الدول المتقدمة تكنولوجيا مثل اليابان استطاعت أن تقلل من مخاطر العولمة ووسائل الاتصالات وذلك من خلال بناء وتنمية الفرد او المواطن منذ الصغر مثل الاهتمام بالمعرفة والقراءة والاطلاع وتكريس هذه الأمور كثقافه لدى المجتمع بينما في الدول الأخرى تراجع مستوى المعرفة والثقافة والقراءة والسبب ان وسائل التواصل المختلفة مثل التلفزيون والانترنت وبرامج التواصل أصبحت من أولويات اهتمامهم.
ولأن المضمون الإعلامي الذي تقدمه وسائل الاتصال المختلفة في معظمها برامج ترفيهية فان ذلك زاد من تراجع المستوى الثقافي والمعرفي لدى الكثير من الشعوب سيما شباب الوطن العربي الذي أصبح مهووسا ويكرس كل وقته للاهتمام بالبرامج النجومية والترفيهية بحيث أصبحت الثقافة ثقافة نجومية فاذا سألت احد الشباب مثلا عن تاريخ بلده أو عن حقبة تاريخية معينة من تاريخ بلاده تكون إجابته “لا أعرف”.. وإذا سألته عن نجوم المصارعة وكرة القدم ونجوم هوليود ستجده يجيبك على الفور.
أنا لست مع فكرة التشدد والإنغلاق الفكري أو ما شابه وإنما أناقش قضيه تهم كل شباب الأمة العربية على وجه الخصوص شباب المملكة العربية السعودية.
لقد كانت دعوة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للانفتاح اللبنة الأولى لتغيير ثقافة المجتمع السعودي من الإنغلاق الفكري الى الانطلاق المعرفي والتنويري والانفتاح على ثقافة العالم.. وبالتالي يتوجب على وسائل الإعلام في المملكة العمل على تجسيد رؤية القيادة من خلال معالجة المضمون الإعلامي وتقديم محتوى إعلامي يعبر عن ثقافة وقدرات الشباب السعودي.
ولأننا في عصر الفضائيات والمعلومات فلا بد من الاهتمام بالمعلومة والمعرفة في المضمون الإعلامي الذي يقدم..وبلا شك هناك جهود تبذل في هذا الاتجاه من قبل العديد من القنوات السعودية التي تقدم محتوى اعلامي ينمي من قدرات الشباب كالبرامج الإبداعية والعلمية وغيرها وما يجب التركيز عليه التكثيف من هذه البرامج وتقديم مضمون اعلامي ذو قيمة ومعلومة تعزز وترفع من مستوى المتلقي وتمني مهارته وثقافته
كما يتوجب على الجهات المختصة ومنظمات المجتمع المدني وغيرها ان تقوم بحملة توعوية مرحلية ومدروسة لشبابنا الذين أصبحوا نجوما ومشاهير في مواقع وبرامج الشبكات الاجتماعية كاليوتيوب والفيسبوك والتيكتوك والسنابشات وغيرها.
وذلك بحثهم على صناعة محتوى ذو قيمة معرفية من شأنها ان تقدم معلومة ومعرفة للمتلقي ..وبلا شك هناك بعض شبابنا الذين يمتلكون ملايين المشتركين في اليوتيوب يقومون بصنع محتوى يشكرون عليه كالتنقل بين مدن العالم وتقديم مضمون اعلامي عن ثقافه الشعوب الأخرى وبعضهم يقدم محتوى حول الاكلات السعودية والعربية وبعضهم يقدم محتوى سياحي يعكس تاريخ المملكة ومكانتها بين دول العالم.. وللأسف هناك بعض نجوم السوشيال ميديا يقدمون محتوى لا يقدم معلومة ولذلك نتمنى التوعية بهذا الجانب.
مقال رائع ومشوق طرح رايق ومميز اتمنى لك التوفيق دايماً
مقال رائع من انسانه رائعه مقالك لامس الواقع وجرأه في تقييم المشكله و موضوعيه في طرح الحل
وفيما يخص الاعلام والفضاء المفتوح والسيوشال ميديا
اتمنى ان يتم التأثير على المؤثرين بجميع مراحلهم العمريه لتقديم محتوي افضل وايجابي وتشديد الرقابه بالذات المؤثرين المراهقين
للحد من المحتويات الغير لائقه والغير مسؤله التى توقع اشد الاثر بالفرد والمحتمع
لأن التاثير يعقبه اعجاب ومن ثم التقليد وهنا تكمن المشكله
ان لم يكن للاجهزه المعنيه الدور في ترشيد الاعلام لما فيه الصالح العام
وخير المجتمع والامه
وشكراً لكم
موضوع جدلي وشيّق شكرًا لطرحك لمثل هذه المواضيع لابد من ابداء هذه الآراء بمجتمعنا لتوعية الشباب والأطفال أيضًا لمعرفة ثقافاتنا وأصولها مثلما ذكرتي بأن معظم الشباب الآن يجهل تاريخ بلاده الذي ولده به ويعيش على ثقافته!