الإقرار سيد الأدلة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لكي يستطيع الإنسان حماية حقه أمام القضاء فلابد من أن يتوفر لديه الدليل القوي ليثبت صحة ما يدعيه ويقيم الحجة عليه؛ وذلك ليتمكن القاضي من بسط حكمه بناءً على ذلك فتتجلى بذلك العدالة ، ويعطى كل ذي حق حقه؛ لأن القاضي هو في النهاية بشر يخطئ كسائر بني آدم ، ولا يستطيع أن يحكم إلا بما يرى أمامه من دليل وبرهان ، وهذا ما نسميه بوسائل الإثبات، ومن أدلة الإثبات التي تعطي الحق محل الدعوى حجة ً : ” الإقرار” ، والذي يعتبر سيد الأدلة وسنكتفي بحديث موجز عنه .
ويعتبر الإقرار أقوى وسائل الإثبات فهو الاعتراف كما يعرفه علماء اللغة، ثم هو أيضًا الإخبار عن ثبوت حق للغير على المخبر وذلك في اصطلاح الفقهاء .
وقد نصت المادة 104من نظام المرافعات الشرعية السعودي على أن: (إقرار الخصم عند الاستجواب أو دون استجوابه حجة قاصرة عليه، ويجب أن يكون الإقرارحاصلاً أمام القضاء أثناء السير في الدعوى المتعلقة بالواقعة المقر بها) ،أيضًا كما بينت الفقرات من ذات المادة 104 / 1 ( المقصود بالإقرار هنا هو الإقرار القضائي . وهو ما يحصل أمام ناظر الدعوى، أثناء السير فيها، متعلقا بالواقعة المقر بها ) ،104/2 ( الإقرار غيرالقضائي هو : الذي أختل فيه قيد من القيود المذكورة في هذه المادة) ،104/3 (الإقرار غير القضائي تجري عليه أحكام الإثبات الشرعية) .
على ذلك كما يتبين لنا من الفقرتين من المادة المذكورة سابقًا أن الإقرار نوعان :”إقرار قضائي، وآخر غير قضائي”. بالنسبة للإقرار القضائي فهو : الإقرار الذي يصدر داخل ساحة القضاء، أي الإقرار بواقعة تتعلق بالدعوى ،متنازع عليها أثناء سير الدعوى أمام القاضي المختص بنظر الدعوى . أما الإقرار غير القضائي فهو : الإقرار الذي يصدر خارج مجلس القضاء . من ذلك يمكن أن نستنج أن الإقرار غير القضائي متى ما كان خارج ساحة القضاء عدّ إقرارًا غيرَ قضائي ومن ثم فهو يخضع لأحكام الإثبات الشرعية .
يتضح لنا من ذلك كله الفرق الشاسع بين الإقرار القضائي وغير القضائي من حيث اكتساب الحجية؛ فالإقرار غير القضائي يكون خاضعًا لتقدير القاضي فهو قد يكسب الحق الحجية القاطعة أو لا يكسبه على نقيض الإقرار القضائي الذي تكون حجيته قاطعة وملزمة للقاضي في الأخذ بالحكم بها ومن هنا يجب أن نشير إلى أن الإقرار حجيته قاصرة على المقر وذلك لأن إقراره يلزمه ولا يعتدى بذلك إلى غيره دلّ على ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : “وغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها “.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد .