عندما ألهمني كوب القهوة!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
نجد دائما من يعشق القهوة بحيث أنها تصنع يومه وترسم ابتسامته .فتجد الكاتب يمسك بقلمه وبجانبه كوب قهوته الداكنة الذي نقش عليه اسمه أو عبارة إيجابية ليدفع بها عزيمته.
وما أجمل ذاك الصباح الباكر على نغمات فيروز حين تصحو من النوم لتشم رائحة القهوة العربية تفوح في أرجاء المنزل لتجلس مع والديك لشرب القهوة العائلية في مجلس الأسرة المعتاد بالساعة المعتادة. فسبحان من زرع حب القهوة في قلوبنا بتنوع نكهاتها ومصادرها ورائحتها التي تبحر بأفكارنا وتعدل يومنا.
بل جمالها امتد إلى الإبداع التجاري لديكورات صناع القهوة الذين أبدعوا بالألوان والمكونات المتعددة لإخراجها، والتباهي في تقديمها في أواني جذابة تستلذ بها العين قبل أن نتذوقها، ناهيك عن لذائذ السكر وقطع الحلوى التي تقدم معها.
سبحان الله كيف لتلك الحبيبات الجميلة من مفعول قوي يمتد لأن يحسن ويغير من أمزجة البشر ونفسياتهم وتجمعهم في أماكنها المخصصة.
الكثير آراهم يهربون بعزلتهم ويبحثون عن أماكن جميلة بطراز غريب تستحوذ عليه النقوش والزراعات والإنارة العاكسة لرونق المكان على الكؤوس والمرايا لتعكس بسمة الجالس ليقرأ أو يكتب أو ينتظر صديق قد طال انتظاره، بالفعل تتغير نفوس الأشخاص وأفكارهم بل ربما قراراتهم في الأماكن الجميلة التي تصفي الذهن وتطلق القريحة.
أخيرا.. لو أننا نشرنا الجمال في أدق تفاصيل حياتنا واستمتعنا به لنشرت السعادة ولاعتادت العين على حب الترتيب الخلاب، فصفاء الذهن ماهو إلا برمجة لصفاء ما حوله من أماكن ومناظر وأجواء وبشر، قال الشاعر نزار قباني: “القهوة هي عجوز معمرة لها أحفاد بررة يقبلونها كل صباح وأنا أكثرهم برا بها”.