في سابقة تاريخية… “قاضٍ” في مكة يتراجع عن حكمه الشرعي
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض: عناوين
حفي سابقة هي الأولى من نوعها تراجع قاضي محكمة الطائف التابعة لمنطقة مكة المكرمة عن حكم قضائي يمنح أباً حضانة «طفلته» البالغة من العمر 11 عاماً، بعد تعرضها إلى عنف أسري وحرمانها من الأكل من زوجته الثانية، إذ أصدر حكماً ثانياً تضمن إعادة «حضانة» الطفلة إلى والدتها والاهتمام بتربيتها.
فيما طالبت والدة الطفلة (رفضت ذكر اسمها)، بمعاقبة والد الطفلة وزوجته التي مارست أقصى حالات العنف الأسري من ضرب وتعذيب وحرق وأعمال شاقة وغيرها، مشيرة إلى أنها ذهبت إلى الشرطة ودار الحماية الاجتماعية في الطائف لإنصافها.
وطبقا لـ”الحياة” ناشدت حقوق الإنسان في منطقة مكة المكرمة بالتدخل وأخذ حقوق طفلتها المعنفة، موضحة أنها قدمت شكوى إلى شرطة المحافظة وتمت إحالتها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بشأن مطالبتها بالقصاص من والد الطفلة وزوجته إلا أنه لم يحدث شيء حتى الآن .
وأكد قاضي المحكمة أن الطفلة صغيرة والظاهر عدم ارتياحها خلال الجلسة القضائية من العيش لدى والدها، إضافة إلى الصراخ والبكاء وخوفها من أن تعود إلى منزل والدها.
وقال في منطوق الحكم الشرعي: «ولأن موجب الحضانة للمحضون هو ما كان أصلح له وأرفق به، وحيث إن ما جاء في صك الحضانة السابق كان صلحاً بين الطرفين فقد رجعت عن حكمي بالالتزام بالصلح الواقع بين الطرفين، وحكمت ببقاء الطفلة لدى والدتها لحضانتها والإشراف عليها ومتابعة علاجها، وأن تتقي الله في الطفلة ولا تفسد تربيتها على والدها ولا على أشقائها».
وتضمن التقرير الطبي الصادر من مستشفى الأطفال في محافظة الطائف (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن والدة الطفلة المطلقة من زوجها حضرت إلى المستشفى في وقت سابق، واتضح أن الطفلة تعاني من عنف أسري بسبب عنف تعامل زوجة والد الطفلة، إذ ذكرت والدة الطفلة حدوث شعر في الكتف اليمنى منذ ستة أشهر، وذلك بسبب دفع زوجة الأب للبنت على حافة السرير وأنها تأكلها بيدها بعنف.
وتابع: «تم الكشف الطبي وتبين وجود كدمة قديمة صغيرة في بطن الطفلة بسبب قرصة زوجة الأب الثانية بسبب «تبولها» على نفسها بعد استخدامها إبرة الأنسولين».
من جهته، أفادت مديرة المدرسة التي تدرس فيها الطفلة بشهادتها(تحتفظ «الحياة» باسمها)، وقالت :«إن الطالبة فعلاً كانت تعاني من الضغط من زوجة الأب للقيام بالأعمال المنزلية الشاقة والضرب باليد على الوجه، إضافة إلى تعرضها لمرض السكر وحرمانها من الأكل، وتعرضها للضرب على الكتف ما أدى إلى خلع في الكتف وبعض الحروق المؤلمة والضغط على فخذها بالمرسم الحاد وبقية الآثار ما زالت واضحة على المكان».
وأضافت : «أرغمت الطفلة بتغيير الحفاظات للطفل الصغير وتغسيل شقيقتها البالغة من العمر ثمانية أعوام».