خربشة ومغزى
الاستشراق
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
يعتبر أسلوبا للخطاب في التفكير والكلام، هذا الاستشراق تدعمه مؤسسات وبحوث علمية ومذاهب فكرية، بل بيروقراطيات وأساليب استعمارية.
المستشرق
هو كل من يعمل بالتدريس أو الكتابة وإجراء بحوث خاصة بالشرق في مجال الأنثروبولجيا، أي علم الإنسان، ليشمل علم الاجتماع والأعراق، والتاريخ وفقه اللغة والأديان وغيرها.
الاستشراق
لا يزال حيّا في الحياة الأكاديمية من خلال ما أرساه من مذاهب وقضايا فكرية بشأن الشرق.
المستشرقون
نبغ منهم الكثير في أوروبا وأمريكا وروسيا، نذكر منهم بعض الفرنسيين مثل:
“البارون دي ساسي” المُتوفي 1838م تخصص في الجغرافيا والأدب العربي، بينما تخصَّص تلميذه “دي سلان” في الأدب والتاريخ والإسلامي.
ونبغ “كازانوفا ” المُتوفى 1926م في فقه اللغة العربية.
واعتنى “كارادي فو” المُتوفى 1953م بالرياضيات والفلسفة.
واشتهر “لوي ماسينيون” المُتوفى 1962م بدراساته في مجال التصوف الإسلامي.
واهتم “هنري كوربان” المُتوفى 1979م، بنشر المخطوطات العربية وبحث العقائد الإسلامية.
وهناك العشرات بل المئات من المستشرقين الآخرين.
بواعث الاستشراق
هو التمييز الأساسي بين الشرق والغرب باعتباره نقطة انطلاق واكتشاف لجغرافية وتاريخ له خصوصيته، أما دراسات الاستشراق فهي ترتكز على منظور الغرب الذي استثمر الجهود فيها، تدفعه الهيمنة على الشرق؛ لإعادة بنائه والتسلط عليه، فضلا عن التأثير في الوعي والثقافه على الغربيين.
هذا التأثير كذلك يطال النُخب في هذا الشرق المُستكشف.
ما المقصود بالشرق عند الغربيين ؟
هو الموقع الجغرافي الغني، والذي كان مصدر حضارات ولغات وثقافة منافسة. هذا الشرق هو الذي يمثل الآخر، والصورة والشخصية والخبرة المضادة للغربيين، فالصين واليابان وكوريا والهند، وكذلك دول الشرق الأدنى والشمال الأفريقي، كلها كانت ميادين لهذا الاستشراق.
حينما بزغ نجم أوروبا منذ أواخر عصر النهضة القرن الثامن عشر ميلادي وإلى الوقت الحاضر، توافد العلماء والباحثون والمبشرون والتجار والجنود إلى الشرق؛ وذلك في إلاطار العام لكسب المعرفه.
وتحت مظلة الهيمنة الغربية أواخر القرن الثامن عشر نشأت صورة مُركبّة للشرق، وأصبحت ملائمة للدراسة في المعاهد العليا وللعرض في المتاحف، ونشطت بذلك وزارات المستعمرات.
قرب السياسة من الاستشراق
حقق انتفاع الحكومات وجماعات الضغط لتحقيق مآرب استعمارية.
هذا القرب من السياسة، أثار في بعضه مفاهيم العنصرية والعرقية في الشرق والتي منها البلاد العربية.
التغول الاستشراقي
ما خلا من بعض علماء وباحثين تُعد جهودهم العلمية نزيهة، ربما أقرب للتجرد، فكان أثرهم أن زادت عدد اللغات الشرقية التي تدرس في الغرب، وكذلك الاهتمام بالمخطوطات التي حُررت وتُرجمت وشُرحت، بل تشكلت من هؤلاء المستشرقين تيارات ودارسين متعاطفين مع الشرق.
شامپوليون الفرنسي
هو أحد هؤلاء المستشرقين، وما فعله في تكوين الحروف الهيروغليفية، من حجر رشيد ليس إلا مثالا، وكان فاتحا لفهم أسرار حضارة الفراعنة، وكذلك المستشرق وليم روبرتسون سميث، وكذلك ريتشارد بيرتون وتشارلز دواتي، الذن قاموا برحلات متفرقة إلى الحجاز ما بين عامي 1880 و 1881م؛ إذ كانت الجزيرة العربية تشغل موقعا متميزا في عين المستشرق.
الباحث سميث
أفضى بمفردات عن رحلته للحجاز بعضها يفتقر إلى أسس تاريخية، بل يُلاحظ أنها اصطبغت بأحكام مسبقة فيها تجني على كل ما سبق الإسلام وبلاد العرب، وكذلك الدين الإسلامي. هذه المفردات امتلئت بثعالبية الهدف.
ذكر في مدونة رحلته التالي :
“من خصائص الديانة المحمدية أن الشعور القومي برمته يكتسب مظهرا دينيا … إلى أن قال:
“ويتسم دين النبي بعيب كبير، ألا وهو أنه يسمح بسهولة بظهور التعصب العرقي للذين ظهرت بينهم الدعوة أول ما ظهرت، وبأنه أظهر الحماية لعدد كبير من الأفكار الهمجية والبالية، والتي لا بد أن محمدا نفسه لم يكن يرى لها قيمة دينية، ولكنه تركها تدخل مذهبه تيسيرا لنشر العقائد الإصلاحية، ومع ذلك فإن كثيرا من العصبيات التي يتميز بها دين محمد فيما يبدو لنا ليس لها أساس في القرآن”.
جهود الاستشراق
وجحافل المستشرقين فيها مداخيل بعضها مكشوف وواضح، وأخرى ضبابية تُدس فيها أفكار ومعانٍ، مرادها أن ترى الأمور بعدسات المستشرقين.
التراث الاستشراقي
يبقى في قديمه وحديثه مصدرا ذَا قيمة للباحثين والمتخصصين، ولا يخلو من موضوعية في بعض الآحايين، ويحتاج دارسه أن يكون فطنا.
وإلى مقال آخر السبت المقبل بإذن الله عن “المستشرقين والجزيرة العربية.
اخي الحبيب الاستاذ احمد
السلام عليكم ورحمة الله
ما شاء الله تبارك الرحمن
كلام بمعنى الكلمه ومعلومات
جميل تغيب من كثير من المسلمين
وجزاك الله خير الجزاء لهذه الرسالة