قالت تورسون، البالغة من العمر 29 عامًا، إنها استُجوبت مرارا حول معيشتها في مصر، رغم أنها لم تقم بأي نشاط سياسي. وقيل إنها موضع شك من السلطات الصينية لمجرد أنها تتحدث بلغات أجنبية.
وأضافت، وفقا للترجمة الفورية لقصتها المكتوبة، أنه تم إرسالها إلى أحد المعسكرات مرة أخرى في العام 2017م، لكن تجربتها الثالثة في المعسكر في كانون الثاني/يناير 2018م كانت الأسوأ. فقد احتُجزت لمدة ثلاثة أشهر في زنزانة ضيقة مع 67 امرأة اضطررن إلى تبادل النوم والوقوف في نوبات مدة كل منها ساعتان. وكان يتم إعطاؤهن أدوية وسوائل تسببت في إصابتهن بالنزيف. وكنّ يتلقين القليل من الطعام.
وقالت إن تسع نساء في زنزانتها وافتهن المنية خلال الأشهر الثلاثة التي كانت فيها هناك. وفي إحدى المراحل، توسّلت إلى آسريها لقتلها، قائلة إنها كانت تفضل الموت بدلا من البقاء على قيد الحياة في ظروف لا تُطاق ولا تُحتمل. وقالت، “لم أعتقد أبدًا أنني سأخرج من الزنزانة رقم 210 وأنا على قيد الحياة.”
وبعد أن تم الإفراج عنها في نيسان/أبريل، عادت تورسون إلى مصر، ثم جاءت إلى الولايات المتحدة مع أطفالها في أيلول/سبتمبر بمساعدة من مسؤولين أميركيين. وتقول تورسون التي تعيش الآن في ولاية فرجينيا، إن الكوابيس تطاردها، و”حتى على الرغم من إخباري بأنني في أمان هنا، فإنني ما زلتُ أشعر بالخوف في الليل من أن تطرق الشرطة الصينية على بابي، وتأخذني وتقتلني.”
وقالت تورسون إنه على الرغم من إطلاق التهديدات ضد أقاربها في مقاطعة شينجيانغ الذاتية الحكم التي تقطنها طائفة الإيغور، “فإنني استجمعتُ شجاعتي وقررتُ إخبار العالم بمعسكرات الاعتقال الخفية في الصين.”
إدانة عالمية
في الفعالية ذاتها يوم 26 تشرين الثاني/نوفمبر، قامت مجموعة من 278 باحثا من 26 دولة، بما في ذلك تركيا وكازاخستان وماليزيا، بإصدار بيان مشترك شجبت فيه بشدة الاعتقال الجماعي الذي قامت به الصين لطائفة الإيغور والقازقيين والقرغيز والأقليات التركية الأخرى التي “اضطرت للتخلي عن لغاتهم الأم، ومعتقداتهم الدينية، وعاداتهم الثقافية.”
ودعوا القادة الصينيين إلى إلغاء معسكرات إعادة التثقيف والتوقف عن مضايقة عائلات الإيغور الذين يعيشون خارج الصين. وحثوا دول العالم على فرض عقوبات اقتصادية على السلطات الصينية ومنح اللجوء السريع للأقليات المسلمة الفارين من الصين.
ومن ناحيتها، قامت الصين بالدفاع عن سياسة السجن الجماعي، مؤكدة أنها جزء ضروري من جهود مكافحة الإرهاب. إلا أن فريق الباحثين رفض هذا الادعاء. وقال، “إذا لم يتناول المجتمع الدولي ما يحدث اليوم [في منطقة شينجيانغ المتمتعة بالحكم الذاتي التي تقطنها طائفة الإيغور]، فهناك احتمال أن نشهد تكراره في الدول الاستبدادية الأخرى التي تستخدم لافتة “الإرهابيين” كاتهام جاهز.