منذ 4 سنوات ,16 يونيو 2020
منوعات
تسبح السلاحف البحرية في بحار ومحيطات العالم منذ أكثر من 100 مليون سنة. ومع ذلك، فإن بقاء هذه الكائنات الحية الموجودة منذ عصر الديناصورات مهدّد اليوم.
من بين أنواع السلاحف البحرية السبعة، تم إدراج ثلاثة منها- السلاحف البحرية الخضراء، سلاحف منقار الصقر، وسلاحف بحر كيمب ريدلي– باعتبارها مهددة بالانقراض أو مهددة بالانقراض بدرجة شديدة في ’القائمة الحمراء للأنواع المهددة‘ التي يصدرها ’الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة‘ غير الربحي. كما تم إدراج ثلاثة أنواع أخرى- السلاحف الجلدية الظهر، سلاحف أوليف ريدلي، والسلاحف البحرية الضخمة الرأس- على أنها “معرّضة” للانقراض، في حين لا توجد بيانات كافية لتحديد حالة السلاحف البحرية المسطّحة الظهر.
سلحفاة بحرية جلدية الظهر، يمكن أن يصل وزنها إلى 1500 رطل، تعود إلى مياه المحيط بعد أن قام الأطباء البيطريون بعلاجها في ولاية ساوث كارولينا. (© Bruce Smith/AP Images)
يريد مناصرو الحفاظ على الأحياء البرية حماية السلاحف البحرية التي تلعب أدوارًا مهمة في النظام البيئي البحري.
السلاحف الجلدية الظهر تعمل على كبح جماح قناديل البحر، وسلاحف منقار الصقر تعمل على كبح جماح حيوانات الإسفنج. أما السلاحف البحرية الخضراء فهي تأكل عشب البحر الذي يجب أن يبقى قصيرًا ليتيح للعديد من أنواع الأسماك التكاثر فيه.
مواجهة التهديدات
الصيد العرضي، وهو الصيد غير المقصود من خلال طرق صيد السمك غير الدقيقة التي تهدف إلى اصطياد الكائنات البحرية الأخرى، هو مصدر قلق خطير. ويعد تطوير الشواطئ مشكلة أخرى، حيث تضع السلاحف البحرية بيضها على الشواطئ ومنه تخرج السلاحف الصغيرة التي يجب أن تشق طريقها إلى مياه المحيط دون تدخل.
تشير كريستين داوسون، التي تدير مكتب الحفاظ على المحميات الطبيعية في أميركا، إلى “الفقدان المدمر للطبيعة وللتنوع الأحيائي بكل ثرائه” باعتباره الاتجاه الأكثر إثارة للقلق.
سلحفاة بحرية من نوع أوليف ريدلي تزحف نحو البحر في سايوليتا، المكسيك. (© Marco Ugarte/AP Images)
قالت داوسون، “إن هذا الأمر يتفاقم بسبب الكم الهائل من الأنشطة غير القانونية المهددة للأحياء البرية في جميع أنحاء العالم، والتي سهلتها شبكات الجريمة المنظمة التي تستفيد من الاتجار بالأحياء البرية.” ويشمل هذا الاتجار تجارة السوق السوداء في بيض وأصداف ولحوم السلاحف البحرية.
بيد أن هناك بعض الأنباء الطيبة، بحسب جوزيف فيت، المسؤول بوزارة الخارجية الأميركية. يذكر فيت أن أجهزة استبعاد السلاحف (TEDs) تقلل من الصيد العرضي الذي يمارسه الصيادون التجاريون. ففي البلدان التي استخدم فيها الصيادون أجهزة استبعاد السلاحف لفترة من الوقت، هناك قبول وتقدير على نطاق واسع لما تحققه هذه الأجهزة التي لا تنقذ السلاحف البحرية فحسب، بل تجعل الصيد بالشباك الجرّافة أكثر كفاءة، على حد قول فيت.
وقال إن هناك ثلاثة جهود أخرى يمكن أن تعطي السلاحف البحرية فرصة، وهي: حماية الشواطئ خلال فترات رعاية البيض؛ ومكافحة استهلاك السلاحف البحرية وبيضها؛ ومحاربة الاتجار بأصدافها ولحومها.
وقالت داوسون إن الاتجار يحظى “باهتمام رفيع المستوى باعتباره جريمة منظمة خطيرة.” وأضافت أن “المنظمات الدولية والحكومات والمنظمات غير الحكومية والمعنيين بهذا الأمر، أصبحوا أكثر ذكاءً وأفضل في مكافحة الاتجار بالأحياء البرية- وإدراك الأنماط والتقارب مع الأشكال الأخرى للجرائم ضد المحميات الطبيعية.”
التعاون الدولي
هناك المزيد من التقدم الرامي لحماية السلاحف البحرية قيد العمل- بما في ذلك استخدام الشباك الخيشومية المضيئة، والتي يتم اختبارها في بيرو والمكسيك وإندونيسيا وأماكن أخرى. قالت آن ماري لوريتسن، خبيرة الحفاظ على السلاحف البحرية بالإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، “لقد بدأ أول اختبار للشباك الخيشومية المضيئة منذ حوالى عشر سنوات.”
وأوضحت أن “الانخفاض الملحوظ في عدد السلاحف البحرية التي تم صيدها يشير إلى أن الشباك المضيئة قد تكون أداة حماية فعالة لبعض المصايد السمكية التي تستخدم الشباك الخيشومية والتي تعمل ليلا.” وأضافت أن “الاختبار مستمر حتى نتمكن من فهم فعالية الشباك الخيشومية المضيئة بشكل أفضل في ظل الظروف البيئية المتغيرة، وفهم ما إذا كانت هناك اختلافات تتعلق بأنواع السلاحف البحرية.”
لافتة تعلن عن وجود بيض سلاحف بحرية في سيرفسايد، فلوريدا. (© Wilfredo Lee/AP Images)
وقال فيت إن هيئة الثروة السمكية والأحياء البرية الأميركية تعمل مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم “لإجراء وتبادل الأبحاث حول السلاحف البحرية، لحماية مناطق رعاية البيض، ووضع علامات على السلاحف البحرية لتتبع تحركاتها.” وبالمثل، تقوم هيئة المصايد البحرية الوطنية بالبحث عن وتطوير طرق صيد أفضل حول العالم للحد من الضرر الذي يلحق بالسلاحف البحرية.
ومن ناحيتها، تدعم وزارة الخارجية جهود كلتا الوكالتين، وتدير برنامجًا لاعتماد الدول التي لا تضر أساليب صيد الجمبري فيها بالسلاحف البحرية.
كما أن ’اتفاقية البلدان الأميركية لحماية السلاحف البحرية والحفاظ عليها‘ تشجّع على حماية ستة أنواع من السلاحف وموائلها والحفاظ عليها واستعادتها داخل مياه البلدان الموقعة على الاتفاقية في جميع أنحاء الأميركتين ومنطقة البحر الكاريبي.