الرأي , رياضة
الألتراس.. حب وهوس
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وهي دائما مصدر فرحة لمشاهديها.. فرحة مشاهدة 22 لاعباً يلعبون على أرض الملعب من أجل الفوز لا تضاهى، و لكنها لا تعتمد فقط على من يلعبونها في أرض الملعب فهناك من يجعلها أكثر إثارة.. إنهم المشجعين.. من يحبون و يدعمون أنديتهم بكل فخر وشغف.
ولكن ليس كل الموجودين في المدرج قادرين على رفع مستوى الادرنالين لدى اللاعبين بالغناء التقليدي، فهناك مشجعين يحبون أنديتهم بشكل يصفه البعض بالمتطرف.. إنهم يهتفون ويدعمون فريقهم باستمرار لمدة 90 دقيقة بغض النظر عن النتيجة، ينسون حياتهم، وينسون أنفسهم كأفراد، شعور العقل والانتماء والأخوة يوحدهم ويعتبرهم البعض بأنهم المشجعين الحقيقيين للنادي الذي يعتبر كالهوية بالنسبة لهم لأنه في نظرهم ما يضعهم على خارطة العالم… إنهم مجموعات الألتراس.
تاريخ ومعنى الألتراس
يرجع أصل كلمة Ultra) ألترا) إلى اللغة اللاتينية القديمة، وتعني التطرف في حب الشيء، وتختلف تلك المجموعات عن المشجعين العاديين بأنهم على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل أنديتهم، فهم يساندون فرقهم في جميع الأحوال، سواء كان الفريق خاسراً أم فائزاً، فالنتيجة لا تهم كثيراً بقدر الجهد والعرق الذي يبذله اللاعبون؛ من أجل الدفاع عن ألوان النادي وهم اقرب مايشابهه رابطة المشجعين في أنديتنا.
ظهرت أولى تلك المجموعات في البرازيل عام 1940م، ثم انتقلت بعد ذلك إلى دول أوروبا الشرقية وإيطاليا، وهو مصطلح قدمته إحدى الصحف الإيطالية لأول مرة لوصف مجموعة من المشجعين الذين كانوا متحمسين للغاية وداعمين لناديهم في الستينيات وتم اعتماد هذا المصطلح أيضًا من قِبل محبي تورينو و سامبدوريا كأول مجموعة ألتراس رسمية.
نظرة الناس للألتراس
“مثير للشغب وغير مثقف ومتعصب”، هي بعض الأوصاف السلبية والنظرات الدونية لوصف أفراد الالتراس في دول كثيرة في العالم وهو مفهوم مثير للجدل للغاية، و يساء فهمه في الغالب ويتم تصويرهم بطريقة سلبية بسبب عدد قليل من الحالات التي وقعت فيها أعمال عنف وحتى وقوع إصابات أو تجاوزات بسبب من ينتمون للالتراس ولكن تمامًا مثل أي ثقافة في العالم، لا تحدد بعض الحوادث السلبية الثقافة بأكملها فكرة القدم دائما رياضة الشعوب والمشاهدون لا ينظرون إليها فقط كمصدر للترفيه ولكن يرونها أيضًا طريقة للحياة.
صراعهم مع مؤسسة كرة القدم
غالبا ما تكون طبيعة العلاقة بين الألتراس (خصوصاً القوية) وإدارات الأندية متوترة، فجميع الأنشطة التي يقومون بها للنادي والفريق – من لافتات، إلى تصميم الرقصات، تأخذ من وقتهم وجهدهم وأموالهم، ولا يتم تمويلها من قبل النادي ويقضون عادة أسابيع وشهور فقط للاستعداد للمباريات الكبيرة واحتفالات الذكرى السنوية للأندية ومواعيد مهمة في تاريخ النادي.
غالبًا ما يشعر الألتراس أن من يديرون اللعبة و تسويقها أدوا إلى قيام اللاعبين باختيار المال على الولاء للنادي والرياضة، الأمر الذي أدى بدوره إلى انخفاض مستوياتهم وتفاعلهم مع الأحداث، ولكن هناك شيء واحد مؤكد أنه بغض النظر عما يحدث سيكون دائمًا للألتراس تأثير إيجابي أكثر على كرة القدم أكثر من التأثير السلبي، ولا يمكن ضمان ذلك إلا من خلال التواصل والمشاركة الصحيحين بين الالتراس والنادي اللذين يجب أن يعمل معًا لأن كلاهما له نفس القدر من الأهمية لاستمرارية اللعبة الجميلة فعندما تتمكن مجموعة من المعجبين من فعل الكثير وتبذل مجهودًا هائلاً فقط لإظهار ولائهم، فمن الخطأ إبعادهم أو الابتعاد عنهم من قبل إدارات الأندية.
قيم الألتراس
لا ينظرون إلى انتمائهم للنادي كمصدر للترفيه، ولكن يرونه أسلوب حياة، ومن ينتمي لهم لابد أن يتبنى عقلية معينة أساسها يقوم على النقاط الأساسية الأربعة التالية:
· لا تتوقف أبدًا عن الغناء أو الهتاف أثناء المباراة، بغض النظر عن النتيجة.
· لا تجلس أبدًا أثناء المباراة.
· حضور أكبر عدد ممكن من المباريات (في الديار أو خارجها)، بغض النظر عن التكلفة أو المسافة.
· الولاء للمجموعة.
أخطر الالتراس في العالم
ألتراس ريدستار بلغراد الذي يقال أن إحدى حوادث العنف التي قاموا بها كانت إحدى شرارات الحرب اليوغسلافية، ومجموعة ألتراس ريال مدريد Ultras Sur (ألتراس الجنوب) الذين منعهم رئيس النادي بيريز من الحضور للمباريات، ألتراس رفيربليت الأرجنتيني، ألتراس غلطة سراي التركي، كورفا نورد الأنتر الإيطالي، وغيرهم، ومن المهم أن نلاحظ أننا عندما نتحدث عن خطورتهم فهذا أمر يختلف كلياً عن جمالية التقديم والتيفو وأسلوب التشجيع، ولكن يتعداه إلى تصرفات عنيفة خارجة عن إطار المنطق والعقل إلى الأذية البعيدة كل البعد عن معنى كرة القدم الحقيقي.