مصادر الطاقة المتجددة باتت بديلاً أرخص من الفحم لتوليد الكهرباء
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كشف تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) اليوم الثلاثاء (2 يونيو 2020م) أن تكاليف توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة تواصل انخفاضها لتصبح أقل من أي محطات توليد جديدة تعمل باستخدام الوقود الأحفوري. ويُظهر “تقرير تكاليف توليد الطاقة المتجددة في عام 2019م” أنّ أكثر من نصف سعة توليد الطاقة المتجددة المضافة في عام 2019م يتم توفيرها بأسعار أرخص من الطاقة التي تنتجها محطات التوليد الجديدة العاملة بالفحم.
ويوضح التقرير أن مشاريع الطاقة المتجددة الجديدة باتت الآن توفر الكهرباء بتكلفة أقل من محطات التوليد الحالية العاملة بالفحم. وكمعدل وسطي، أصبح توليد الكهرباء من المحطات الجديدة للطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية أقل تكلفةً من الإبقاء على تشغيل العديد من المصانع العاملة على الفحم، وتكشف نتائج عطاءات توليد الكهرباء عن تسارع هذا التوجه ليعزز الاعتقاد بالتخلي تدريجياً عن الفحم كمصدر للطاقة. ويشير التقرير إلى أن توليد نحو 1,200 جيجاواط من الطاقة باستخدام الفحم قد يكلّف العام القادم أكثر من تكلفة توليدها بواسطة محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الجديدة.
وتشير المعطيات إلى أن استبدال 500 جيجاواط من محطات توليد الطاقة الحالية العاملة بالفحم بالطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية من شأنه أن يخفض تكاليف توليد الطاقة بما يصل إلى 23 مليار دولار أمريكي سنوياً، عدا عن تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 1,8 جيجاطن سنوياً وهذا يعادل 5% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية في عام 2019م. ومن شأن ذلك أيضاً أن يحفز على إطلاق استثمارات بقيمة 940 مليار دولار أمريكي وتعادل ما يقارب 1% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
وقال فرانشيسكو لا كاميرا، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”: “وصلنا إلى مرحلة مفصلية في مسار تحول نظام الطاقة؛ حيث أن استخدام محطات التوليد العاملة بالفحم، الجديدة منها أو القائمة أصلاً، بات يشكل عبئاً اقتصادياً وبيئياً لا مبرر له. في المقابل، يستمر انخفاض تكاليف توليد الطاقة المتجددة لتصبح المصدر الأرخص لتوليد الكهرباء، وبذلك يتعاظم دورها في تحفيز الاقتصاد العالمي وعودة الناس إلى أعمالهم. كما تمتاز استثمارات الطاقة المتجددة باستقرارها وكفاءتها العالية من حيث التكلفة، وبذلك توفر عائدات ثابتة وفوائد اقتصادية أوسع نطاقاً”.
وأضاف لا كاميرا: “ينبغي لاستراتيجية الانتعاش العالمي أن تكون صديقة للبيئة. وتشكل مصادر الطاقة المتجددة حلاً مثالياً يوفق بين تدابير التعافي قصيرة الأجل وأهداف استدامة المناخ والطاقة على المديين البعيد والمتوسط. ويتعين أن تكون الطاقة المتجددة أيضاً أساس الجهود الوطنية الرامية لإعادة تنشيط الاقتصادات بعد جائحة ’كوفيد-19‘، ذلك أن وضع السياسات الصحيحة وانخفاض تكاليف توليد الطاقة المتجددة من شأنه أن يدعم تحول الأسواق، وأن يساهم في إرساء أسس الانتعاش المنشود على أسس خضراء”.
وشهدت تكاليف توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة انخفاضاً كبيراً على مدار العقد الماضي، وذلك نتيجة تطور التقنيات، ووفورات الحجم، وزيادة تنافسية سلاسل التوريد، وتنامي خبرة المطورين. ومنذ عام 2010م، سجلت تكاليف الطاقة الشمسية الكهروضوئية على مستوى المرافق الإنخفاض الأكبر بنسبة 82%، تلتها الطاقة الشمسية المركزة بنسبة 47%، ثم طاقة الرياح البرية بنسبة 39%، وطاقة الرياح البحرية بنسبة 29%.
بدورها واصلت تكاليف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تسجيل انخفاض كبير على أساس سنوي؛ حيث انخفضت تكلفة توليد الكهرباء من مشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية على مستوى المرافق بنسبة 13% خلال عام 2019م، لتصل إلى معدل عالمي 0,068 دولار أمريكي/ كيلوواط ساعي. كما انخفضت تكلفة توليد الكهرباء من مشاريع طاقة الرياح البرية والبحرية التي تم تشغيلها في عام 2019 بنحو 9%، لتصل إلى 0,053 دولار أمريكي/ كيلوواط ساعي و0,115 دولار أمريكي/ كيلوواط ساعي على التوالي.
وتشير المزادات واتفاقيات شراء الطاقة الأخيرة إلى استمرار هذا الانخفاض في المشاريع المقررة لعام 2020م وما بعد. فقد يصل متوسط أسعار الطاقة الشمسية الكهروضوئية بناءً على عروض الشراء التنافسية إلى 0,039 دولار أمريكي/ كيلوواط ساعي في المشاريع المقرر تشغيلها في عام 2021م، أي بانخفاض يعادل 42% مقارنة بعام 2019م وبمعدل أدنى بأكثر من الخمس من أقل المحطات المنافسة العاملة بالوقود الأحفوري تكلفةً وتحديداً الفحم. وتؤكد الأسعار القياسية التي حققتها مزادات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في أبوظبي ودبي (الإمارات)، وتشيلي، وإثيوبيا، والمكسيك، والبيرو، والمملكة العربية السعودية أنه من الممكن توفير الكهرباء بسعر لا يتجاوز 0.03 دولار أمريكي / كيلوواط ساعي.
وللمرة الأولى، يتناول تقرير “آيرينا” السنوي قيمة الاستثمارات من زاوية انخفاض تكاليف توليد الطاقة. ويشير إلى أن نفس المبالغ المستثمرة في تقنيات الطاقة المتجددة تنتج اليوم سعة توليد أكبر مما كانت عليه قبل عشر سنوات. ففي عام 2019م، تم إنتاج ضعفي سعة توليد الطاقة المتجددة المنتجة في عام 2010م عبر استثمارات إضافية لا تتجاوز نسبتها 18% فقط.