خربشة ومغزى
“بهجة المَجالس وأنسُ المُجالس”
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
يعتبر كتاب بهجة المجَالس وأنسُ المُجالس
أحد موسوعات الأدب
لمؤلفه ابن عبد البر القرطبي
الذي وصف الكتاب قائلا:”جمعت فيه ما انتهى إليه حفظي ورعايتي وضمتَّهُ روايتي وعنايتي”
بهجة المجَالس
حوى بين دفتيه تراثاً قيماً
وأشعارا تنتضد كدواوين تُنسب لشعراء منها
مثلا شعر أبي العتاهية
حتى ليُسميه ابن عبد البّر
“الاهتبال في شعر أبي العتاهية في الحكم والأمثال”
لذا وُصف ابن عبد البّر في حلبة الأدب والشعر بأنه فارس وكفاك دليلاً كتابه بهجة المَجالس
ابن عبد البّر القرطبي
ولد ونشأ في قرطبة عام 388هـ وتوفي في شاطبة وعاش عمرا مديدا قارب قرناً من السنين ، قرطبة حينها كانت من أميز المدن الأندلسية لغِناها بالمكتبات والعلماء حيث تعلم القرطبي فيها ، وألف ثلاثين كتاباً منها مثلا “الاستيعاب في طبقات الأصحاب” ، و”جامع بيان العلم وفضله” ، وكذلك “رسالة أدب المجالسة وخوض اللسان” ، وكتاب “التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد”.
أما كتاب بهجة المَجالس فغايته تبعث على المكارم وتنهي عن الدنايا والمحارم في جمع نوادر العرب وأمثالها.
بهجة المَجالس.. كتاب ضمت مادته عدد كبير من المصادر من عيون الأخبار والشعر والشعراء خصوصا الاندلسيين ، كلُّ ذلك في مئة واثنين وثلاثين باباً ، وبذلك يعتبر بهجة المجالس شبيها لكتاب “عيون الأخبار” لابن قتيبه وكتاب “العقد الفريد” لابن عبد ربّه ، ويتميز عنهما بأنه يورد المعنى وضده ليكون أبلغ وأمتع.
والتالي قطوف لأقوال من فيض كتاب بهجة المجالس اوردها ابن عبد البّر:
قال الأحنف بن قيس : ما نازعني أحد إلا أخذت في أمره بإحدى ثلاث خصال إن كان فوقي عرفت له قدره وإن كان دوني أكرمت نفسي عنه وإن كان مثلي تفضلت عليه
واتبع الكتاب بهذا المعنى شعرا
لمحمود الوراق
سأُلزِم نفسي الصفحَ عن كل مذنب
وإن كثُرت منه علي الجرائمُ
وما الناس إلا واحد من ثلاثةٍ
شريفٌ ومشروفٌ ومثلي مُقَاوِمُ
فأما الذي فوقي فأعرف فضلَه
وأَلزَمُ فيه الحقَّ والحقُّ لازمُ
وأما الذي دوني فإن قال صنت
عن مقالته نفسي وإن لامَ لائمُ
وأما الذي مثلي فإن زَلّ أو هفا
تفضّلتُ إن الفضلَ للحُرِّ حاكمُ
وفي أدب الاستماع ذكر القرطبي الكثير ومنها مثلا ما قال المبرِّد:
الاستماع بالعين
فإذا رأيت عين من تحدّثه ناظرةً إليك
فاعلم أنه يحسن الاستماع
أما في حصافة الكلام فذكر
قول خالد بن صفوان لرجل كثر كلامه
إنّ البلاغة ليست بكثرة الكلام
ولا بخفّة اللسان
ولا كثرة الهذيان
ولكنها إصابة المعنى القصد
إلى الحجة
قيل لأعرابي ما البلاغة
فقال لمحة دالّة
وقيل لرجل ما البلاغة
فقال حسن الإشارة
وإيضاح الدلالة
والبصر بالحجة
وانتهاز مواضع الفرصة
قالوا أبلغ النّاس أحسنهم بديهة
وأمثلهم لفظا
وفي هذا قيل
من طوَّل صمته
اجتلب من الهيبة ما ينفعه
ومن الوحشة مالا يضرّه
ابداع تعليقك يا أبا عبدالله يشدني ويجذبني إلى عنوان الكتاب ويزيدني وكل قاريء طربًا بما احتوى تحقيقك المميز من حروف وكلمات متسقة تعبر عن روح ونفس أدبي راقي.. دمتم بصحة وعافية.
كتاب يبدأ بهذا العنوان ،، لا شك انه كتاب قَيِّم ويستحق الاقتناء ،، اما تحقيق الكاتب والاديب الكبير الاستاذ احمد بن الحسين لمحتوى هذا الكتاب لاشك زادته أناقة ومنحت ضوءاً اخضر للمتلقي للاستزادة من محتواه ،، دمتم بود