الجهود المبذولة لمواجهة جائجة كورونا.. المملكة أنموذجا
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
اجتاح العالم فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وأربك معظم كيانات الدول وخاصة الدول المتقدمة، وإنهارت أنظمة الكثير من المؤسسات الطبية في العالم الغربي الذي وقف عاجزا مستسلما أمام هذه الجائحة التي اجتاحت العديد من الدول من حولنا؛ إلا أن إجراءات الحكومة السعودية جعل من المملكة العربية السعودية حالة استثنائية وأنموجاً يحتذى به في خضم هذه الفوضى العارمة التي عصفت بالجميع .
فقد بادرت المملكة باتخاذ الكثير من الإجراءات الاحترازية مما جعلها في مأمن من ذلك ولله الحمد، وخلال هذه الأزمة قامت المملكة بعدة مبادرات نوعية أسهمت في الحد من انتشار الوباء القاتل ومن تلك المبادرات حظر التجول الجزئي والكامل والذي سبقه تعليق الدراسة ومن ثم تعليق العمل في الجهات الحكومية وأعقب ذلك عدة إجراءات اتخذتها الدولة تمثلت في إغلاق المراكز التجارية وايقاف بعض الخدمات وانتهاء بتنظيم الدخول لأماكن التموين وغيرها من الجهات التي تستقبل عدد من المواطنين لتقديم خدمات متعددة لمحاصرة هذا الوباء وبالفعل كانت النتائج مرضية للحد من تفشي الوباء.
ولم تقف تلك الجهود عند هذا الحد بل سعت المملكة إلى توحيد الجهود الدولية للقضاء على هذا الوباء من خلال عقد مؤتمر دول العشرين الذي أداره خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بكل بكفاءة وجدارة، واتضح من خلال هذا المؤتمر البعد الدولي والنظرة العالمية لحكومة المملكة ما نتج عنه مبادرات دولية لإنقاذ العالم من نتائج اقتصادية كارثية متوقعة.
ومن منطلق المسؤولية الاجتماعية للجهات والمؤسسات ورجال الأعمال تجاه هذا الوطن المعطاء فقدساهم الجميع في صنع وتقديم مبادرات رائعة خففت الكثير من آثار الحظر وتبعاته الاقتصادية والاجتماعية علي الفرد والمجتمع بل أصبحنا نشاهد الكثير من المبادرات التطوعية من الأفراد لدعم القطاع الصحي ورأينا صور اًو مواقف مشرفة لتلك المبادرات والتي تمثل تجسيدا حقيقيا لحب الوطن والتضحية من أجله.
وجاء تعليق إقامة الصلاة في المساجد والحرمين الشريفين إضافة إلى تعليق العمرة حفاظا على أرواح المسلمين رغم ردود الأفعال المتباينة من دول العالم الإسلامي في بدء الأمر لكن سرعان ما تحول ذلك إلى تأييد ومباركة بعد أن كشر الوباء عن أنيابه في جميع دول العالم وفاق عدد ضحاياه كل التوقعات بل إن المملكة حازت بتلك الإجراءات الاستباقية والمنضبطة والحازمة على تقدير منظمة الصحة العالمية والتي طالبت بدورها الاحتذاء بنهج المملكة في التعامل القوي مع هذه الجائحة في ظل إشادة كثير من زعماء العالم بإجراءات المملكة في هذا الجانب.
وبنظرة عميقة إلى أزمة كورونا والمعطيات المطروحة؛ أعتقد أن التأثيرات ستكون كبيرة في منظومة الحياة الاجتماعية لا سيما الأسرة السعودية فقد غيرت الكثير من السلوكيات السلبية التي كانت تمارس دون وعي مما جعل من ذلك فرصة لترميم العلاقات الأسرية لكثير من الأسر التي شابها الكثير من الفتور نتيجة تلك السلوكيات، ناهيك عن الآثار الاقتصادية والنفسية والتربوية والاجتماعية مما جعل هذا الوباء فرصة حقيقية لإعادة قراءة الأشياء بلغة جديدة تختلف عن واقع ما قبل كورونا.