الرأي
كيف يستغل المرور الحجر المنزلي في أزمة كورونا!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تُشيد إدارة المرور بنفسها وتفتخر بالعناوين الصحفية عن قلة الحوادث خلال فترة حظر التجول، وكأن خطط المرور واستراتيجياته وتصميم الشوارع ووجود رجال المرور في الشوارع هو السبب في انخفاض معدل الحوادث. في حين هذا أمر طبيعي جدا بسبب الحجر المنزلي وخلو الشوارع من السيارات، وليس هناك أي مكان للإنجازات والتميز في ذلك.
أعتقد أن أكثر القطاعات استفادة من أزمة فيروس كورونا هو المرور السعودي، وذلك من خلال أمرين وهما: قلة السيارات في الشوارع الأمر الذي نتج عنه قلة الحوادث ورفع الضغط عن المرور من ناحية التنظيم في أوقات الذروة، وهذا بديهي.
والأمر الثاني الغريب وهو سر الاستفادة من الأزمة ويكمن في زيادة دخل المرور من المخالفات، فمثلًا خلال فترة منع التجول لمدة 24 ساعة حصلت على مخالفتين وقوف خاطئ أمام العمارة السكنية التي أقطنها. وحصل كثير من الناس غيري على نفس المخالفات خلال فترة بقائهم في منازلهم امتثالا للأوامر الحكومية.
من المُعِيب وغير اللائق قيام المرور باستغلال هذه الأزمة والتجول في الأحياء وفي الشوارع السكنية التي تكتظ بها العمارات والشقق، من أجل رصد وإصدار المخالفات المرورية وتصوير وقوف السيارات الخاطئ في الجزيرة الوسطى للشارع لأن المواقف أمام كل عمارة لا تكفي لجميع الساكنين وهذا خطأ في النظام وفي تصميم البناء وتخطيط الأحياء تتحمله البلديات التي أصدرت تراخيص البناء وليس الناس. فمعدل بقاء الناس في منازلهم يكاد يصل إلى 100%، لأنه لا يوجد سفر ولا عمل ولا مدرسة ولا خروج من المنزل، بل حجر منزلي وصل إلى كامل اليوم، لذا سوف يكثر الوقوف الخاطئ وخاصة أمام العمارات السكنية التي لا تخصص مواقف كافية.
وحتى قبل أو بعد أزمة كورونا، ينبغي على المرور التعامل بشكل أخلاقي وإنساني مع مشكلة عدم وجود مواقف تكفي لجميع سكان العمارات السكنية، يجب على إدارة المرور محاسبة التاجر أو مالك العمارة الذي يؤجر الشقق للناس ولا يوفر موقف نظامي مخصص لكل شقة، أو محاسبة البلديات التي سمحت ببناء عدد من الشقق في العمارة الواحدة أكثر من عدد المواقف أمام العمارة، لذا يضطر سكان الشقق مجبرين إلى الوقوف بشكل خاطئ على الأرصفة أو يضطروا إلى اغتصاب مواقف عمارات أو فلل سكنية خاصة أخرى.
جميع قطاعات الدولة أعلنت عن المبادرات المالية الضخمة والخدمات والمساعدات المختلفة من أجل تجاوز آثار أزمة كورونا على الاقتصاد وعلى المتضررين من المواطنين والمقيمين على حد سواء. وهذا جهد حكومي سخي وكبير جدا تشكر عليه الدولة؛ إلا إدارة المرور التي آثرت الاستفادة من الأزمة وتكديس أموال المخالفات عبر استغلال الحجر المنزلي ونقص المواقف.