الفيصل : خادم الحرمين حذر من خطر الإرهاب قبل انتشاره بالمنطقة ويجب محاربة الفكر الضال
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
جدة – واس :
طالب الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، بضرورة وجود تحرك جاد نحو محاربة الفكر الضال المؤدي إلى الإرهاب.
وقال الفيصل، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري، عقب الاجتماع الإقليمي لمكافحة الإرهاب في المنطقة، بحضور وزراء خارجية كل من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومصر، والعراق، والأردن، ولبنان، وتركيا، وبحضور الولايات المتحدة الأمريكية: “غني عن القول أن أي تحرك أمني ضد الإرهاب لكي يؤتي نتائجه المطلوبة لا بد أن يصاحبه تحرك جاد نحو محاربة الفكر الضال المؤدي إليه، وقطع التمويل عن الإرهابيين، سواء بالمال أو السلاح، بما في ذلك مراقبة السلاح المتدفق من بعض الدول التي لا هم لها سوى زعزعة أمن واستقرار المنطقة والتدخل السافر في شؤونها وبعثرة أوراقها”.
وأكد أن خطر الإرهاب الذي بدأ ينتشر في المنطقة بكل شراسة طالما حذر منه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ أمد طويل، مضيفًا: “هذا الاجتماع جاء في ظل تعاظم خطر الإرهاب في المنطقة وتزايد عدد التنظيمات الإرهابية التي تقف وراءه”.
وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين وجه رسالة إلى قادة العالم عند استقباله عددًا من سفرائهم في التاسع والعشرين من أغسطس الماضي، بأهمية محاربة هذه الآفة الخبيثة بالقوة والعقل والسرعة، محذرًا من أن إهمالها سوف يفضي إلى انتشارها في أوروبا وأمريكا في غضون أشهر قليلة.
ولفت الانتباه إلى أن أكبر مثال على تفشي ظاهرة الإرهاب، قيام تنظيم داعش الإرهابي بإلغاء الحدود بين العراق وسوريا، والتحرك بكل حرية إلى الأراضي السورية بقواته وعتاده كملاذ آمن عند اشتداد القصف عليه في العراق.
وتطرق إلى أن العنصر الآخر والمهم الذي تم بحثه اليوم، هو أهمية الوضوح في الخطط والسياسات، وتقاسم المسؤوليات، علاوة على الجدية والاستمرارية في التحرك المطلوب للقضاء على التنظيمات الإرهابية؛ لأن التقاعس أو التردد لن يساعد في اقتلاع هذه الظاهرة من جذورها، بل ربما يشجع على عودتها وبشراسة “ولنا في تجربة السنوات الماضية أكبر مثال”.
وأشار إلى أن الاجتماع بحث الأوضاع السياسية المضطربة أيضًا في الدول التي يتمركز فيها الإرهاب، وهو الأمر الذي بات يتطلب تكثيف الجهود السياسية لدعم معالجة أوضاعها، وعلى نحو يحقق اللحمة بين أبنائها بمختلف مكوناتهم المذهبية والعرقية، وعلى مبدأ المساواة فيما بينهم في الحقوق والوجبات، لافتًا الانتباه إلى أنه في سياق الجهود المطلوبة لمكافحة الإرهاب تم تأكيد أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسيادتها واستقلالها وسلامتها الإقليمية.
وحول أماكن تدريب الجيش الحر، أشار الأمير سعود الفيصل إلى أن تدريب الجيش الحر له أماكن تدريب في كل الدول المجاورة تقريبًا.
وفي سؤال عن دور المملكة المطلوب في إطار هذا التحالف، قال الفيصل: “المملكة كانت مبادِرة دائمة في ضرورة الوقوف ضد الإرهابيين والتصدي لهم؛ فليس هناك حدود بما يمكن أن تقدمه المملكة، ولم أسمع من أي من الأطراف التي حضرت أي تحفظ على لعب الدور المطلوب منهم، وهذا يدل على أن دولهم مصممة على مواجهة هذا البلاء الذي حل بنا”.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن شكره وامتنانه لحكومة المملكة العربية السعودية، مشيدًا بالاجتماع الذي لم يكن ليحدث في وقت أفضل من هذا الوقت، “وبصراحة لم يكن يشمل شركاء أفضل. كل دولة ممثلة هنا اليوم، لا سيما على وجه الخصوص العراق الذي سيكون جزءًا مهمًّا من جهد تدمير قدرة داعش على الإرهاب”.
وأكد كيري أن “تنظيم داعش منظمة إرهابية، لا تعرف أي حدود، وتقوم باغتصاب وقتل النساء وبيعهن، وتقوم بمهاجمة الناس من المجموعات والأقليات، وقتل الأبرياء بوحشية؛ وذلك ما حدث مؤخرًا من قتل مواطنين أمريكيين، مضيفًا أن تنظيم داعش قطع رؤوسهم، ولا تعترف بأي حدود، ويجب أن نقوم بإيقافها”.
ولفت الانتباه إلى أن هذا اليوم يعد يومًا جيدًا لعقد هذا الاجتماع؛ فاليوم يصادف الحادي عشر من سبتمبر، أي بعد 13 عامًا من الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية في 2001، مبينًا أن الآثار والعواقب الفظيعة للكراهية لا تزال حية في أذهان كثير من الأمريكيين.
وأشار إلى أن هذه العواقب يشعر بها الناس كل يوم في الشرق الأوسط؛ حيث تتفشى الأيدولوجية المتطرفة التي يمثلها تنظيم داعش، وترهب الناس وتنتهج العنف واضطهاد الأشخاص، كما تقوم داعش بمعارضة أي نوع لسيادة القانون.
ورأى وزير الخارجية الأمريكي أن العالم يشهد مرحلة عصيبة جدًّا، معتبرًا أن التحرك يأتي في اتجاه تفهمه جميع البلدان والشعوب حول العالم، وهو جلب السلام والازدهار والاحترام والكرامة لشعوب العالم، مشيرًا إلى أن هذا التحرك فرصة نادرة للقادة الذين يتخذون القرارات الصحيحة من أجل تحقيق الهدف المشترك، وهو السلام؛ فإذا ما استفدنا من هذه الفرصة سيكون ذلك مثالاً ونموذجًا لمعالجة التطرف وعزله، مؤكدًا دحر داعش في تحقيق السلام والازدهار في العالم الذي يحتاجه ويستحقه الناس.
وحول ردة الفعل الروسية على العمل العسكري ولو كان ضد جماعات إرهابية وضرورة أن يكون ذلك بالتنسيق مع الأمم المتحدة؛ أشار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى أن حكومة العراق دعت الولايات المتحدة الأمريكية وطلبت منها المساعدة ومن جيرانها من دول أخرى في المنطقة، وبموجب القانون الدولي عندما يتم غزو بلد معين وتطلب هذه الدولة المساعدة من العالم فإنه يتوجب على العالم أن يستجيب لهذه الدعوة.
وعن الأطراف التي يمكن أن تقوم بعمل بري ويعتمد عليها ضد تنظيم داعش في ظل الحديث عن ضربات جوية فقط وتكثيفها؛ أوضح وزير الخارجية الأمريكي أن الخطة الحالية -كما قال الرئيس أوباما- لا تتحدث عن وضع قوات على الأرض؛ فالعراق لديه جيش وبعض قواته بحاجة إلى إعادة تنظيم “وسوف ندعم الجهود في هذا الاتجاه، لكن خطة الرئيس الحالية لا تتطلب وجود جنود أجانب أو مشاركتهم في هذه الحرب. هناك المعارضة السورية والقوات العراقية لديها القدرة رغم ضرورة إعادة تدريب بعضها، لكننا نركز على هذا الأمر”.