نحن العالم الأول

قبل “كورونا” كنا ممتلئين بالهزائم النفسية ، ظل تاريخنا عاجزا عن محو هذه الصبغة ، ليس لأنه غير كافٍ بل لأننا نسيناه… ، نتقبل كل الصور العالمية عنا بل نركض لنمررها بيننا وكأننا سلمنا لها تسليما…

هوليوود أقوى مؤثر إعلامي في السنوات الماضية قدمت الرجل الأمريكي كأهم رجل في العالم ، و الشعب الأمريكي كأكثر الشعوب أهمية على الأرض ، وقدمت العربي في كثير من الصور كشخص نفطي مالي أجوف غارق بالرمل و الإبل…

جاء “كورونا” حاملا الرعب للعالم كله ، بلا رحمة ، بلا مقاييس ، هدفه الإنسان أيا كان … لا يهم إن كان في العالم الأول أو الثاني أو الثالث أو العاشر … جاء يُسقط الصور المزيفة ، ويظهر الصور الصادقة والحقيقية ، جاء ليظهر أين تقع الإنسانية الحقيقية ، أين يعيش الإنسان بقوته ، بقيمته ، بحقيقته ؟!
أين تقع الحكومات القوية المخلصة المسؤولة؟ أين أكثر الأوطان قوة أين أكثر الأوطان أمن؟

تخلّت كثير من الحكومات عن شعوبها بشكل مرعب ، بشكل مربك ، بشكل مفجع…. وسقطت الإنسانية والحضارة والثقة ، انهارت المنظومات الصحية والإقتصادية والتحالفات السياسية… !! وبقي الإنسان هنا … أهم إنسان في الوجود ..

استنفار وزاري ، تعليمي ، صحي ، اقتصادي ، أمني ،وإعلامي ، لا شيء يهدأ… حتى يبقى السعودي بكامل صحته وطمأنينته….

غداً سنخرج للعالم بكل قوتنا ، بكل قيمتنا ، حاملين الجواز الأخضر كأقوى جواز إنساني ، ليس السبب فلم فاز بالأوسكار…. بل لأنك سعودي وهذه هي الحقيقة . لأنك من وطن لا يوجد ماهو أهم منك ..