الرأي , سواليف
إغلاق المحلات في الثامنة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كان السائح الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص في أوروبا ، يعاني من إغلاق المحلات التجارية مع غروب الشمس . حيث لا يبقى مفتوحا أمام العائلات غير المطاعم والمقاهي . بل أنه في بعض المدن تُغلق حتى المطاعم فلا يبقى إلا الأماكن التي لا ترتادها العائلات الخليجية . ورغم أن المدن الكبرى هناك قد وجدت في استمرار العمل في فترات الصيف حتى أوقات متأخرة من الليل فوائد تسويقية وتحقيق أرباح جيدة ، إلا أن الكثير من المدن الأوروبية استمرت في إغلاق محلاتها التجارية مع غروب الشمس . وقد تفهم السائح الخليجي ذلك وتعود على قضاء حوائجه قبل إغلاق المحلات .
اليوم نعيش فترة إغلاق المحلات في وقت مبكر بسب جائحة الكورونا التي تجتاح العالم بما فيها عالمنا السعودي . ومع صعوبة تأقلمنا مع هذا الطارئ ، إلا أننا تعودنا عليه ، وأصبحنا نشتري حوائجنا قبل انتهاء فترة السماح بالتجول . هذا يعني أنه يمكن تحديد ساعات العمل في المحلات التجارية عدا محلات بيع الأغذية والمطاعم والمقاهي ، بحيث تغلق المحلات في الثامنة على أقصى تقدير سواء في المجمعات أو الأسواق العامة والشوارع التجارية مع إمكانية تعديل التوقيت حسب فصلي الصيف والشتاء . بشرط أن يتم تأخير صلاة العشاء بما لا يتعارض مع فتوى هيئة كبار العلماء – حفظهم الله – حيث يكون هناك متسع من الوقت للتسوق بعد صلاة المغرب دون توقف حتى موعد الإغلاق .
لعل تجربتنا الحالية تكون دليلا للجهات المعنية لتقييمها . فهناك جوانب إيجابية كثيرة لهذه التجربة . فالمتتبع لكميات الوقود المستهلكة فيما مضى من فترة الحجر ، يدرك تماما أن هناك انخفاض كبير وملموس في كمية استهلاك الوقود . كما هو الحال مع استهلاك الكهرباء . فإغلاق تلك الأعداد الكبيرة من المحلات قبل إغلاقها المعتاد بثلاث ساعات – حتما – سيوفر نسبة كبيرة من الطاقة التي نهدرها . ولا ننسى أن الإغلاق المبكر للمحلات التجارية ما عدا المطاعم والبقالات والصيدليات ومحطات الوقود ، سوف يشجع الشباب السعودي من الجنسين على الإلتحاق بالعمل فيها لتناسبها مع خصوصية مجتمعنا السعودي . فعودة من يعمل في هذه المحلات في وقت مبكر سيمنحه الفرصة للجلوس مع أبناءه وأسرته .
ربما لم أتطرق لبعض السلبيات التي قد تظهر جراء تطبيق هذه الفكرة ، والسبب أنني لا أراها بالأهمية المؤثرة مقابل ما فيها من إيجابيات . ولكم تحياتي.
في الحقيقة ازمة كورونا وحضر التجول والقرارات التي صدرت من الدولة كان لها إيجابيات كثيرة علي المستوي الفردي والجماعي في تبديل نمط الحياة العشوائي اللذي كنا نعيشه بسبب إنجراف الناس خلف عادات وتقاليد لم تكن في مجتمعاتنا والتي سببت في خلق فجوه بين تقاليدنا الجميلة والعادات الدخيلة …هذا التقييد في الحركة وحبس الناس في بيوتها خلق عندهم نوع من إعادة النظر في طريقة معيشتهم وتعاملهم مع من حولهم من الاهل والاقارب والأصدقاء والتعليمات الحكومية …أعتقد أن هذه ألأزمة لها إيجابيات سوف تمكننا من إعادة ترتيب أوراقنا فالعاقل دائما من يحول المحنه الي منحه..ولكن تحياتي.
كلام طيب .
ياليت يتم التطبيق و الرأي العام جاهز ( الوقت الحالي مع الالتزام بالمنزل ).
مشكور يا أستاذ : محمد .