الرأي , سواليف
من يبكيك أكثر ؟!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الموت كلمة مؤلمة ، وفقدان الأعزاء تترك جروحا من الصعب أن تشفى ، والعقل أحيانا يرحل في لحظة حزن إلى عالم الذكريات التي كانت في يوم من الأيام جميلة فباتت اليوم كلسعات النحل مؤلمة … صحيح أن الموت حق لا مفر منه ، لكنه أحيانا يخطف أناسا كنت تعتقد أنهم لن يختفوا من ناظريك .. كيف لا ومن اختاره الله سبحانه وتعالى هو إنسان ملأ الدنيا محبة ، والأماكن فرحا ، وصنع للبحرين جمالا فوق جمالها .. إنه الشيخ الحبيب العزيز عيسى بن راشد ، الذي رأيت فيه الخليج كله .. بأمواجه ، بأحداثه وأفراحه ، ببطولاته الرياضية خاصة كأس الخليج .. بشعره السهل الممتنع .. بكلماته العفوية .. بروح الأصالة والشهامة والرجولة ..
من الصعب على من عاش مرحلة هذا الإنسان العظيم تجاوز تلك الذكريات فهو الحاضر في زمنه والحاضر رغم مرضه ، والحاضر في مماته .. ويكفي أن كل من تحدث عنه لم يستطع إكمال الحديث دون عبرات الحزن والأسى ..
كيف أتصور البحرين دون رمزها وشاعرها وأيقونتها “أبو عبدالله”؟! . كيف أتصور لقاء صديقنا وزميلنا ناصر محمد دون زيارة الشيخ عيسى والسلام عليه برفقة صديقه وحبيبه أ . منصور الخضيري ؟!
قبل أسابيع ، شاهدت عن بعد في مجمع الستي سنتر الفنان الكبير أحمد الجميري والذي غنى من كلمات الشيخ عيسى أكثر من أغنية ، في الوقت الذي كان الشيخ في العناية المركزة .. توقفت لحظات فأنا لم أعتد لقاء الشيخ كل سبت في أحد مقاهي ذلك المجمع دون أن يكون الجميري أحد الحاضرين ومعه زميلنا ناصر محمد .. ولهذا لم أستغرب عندما سمعت الجميري في تلفزيون البحرين ، وهو بالكاد يخرج الكلمات حين قال :”نحن من بعده كالأيتام” .. كلمات لخصت معنى الوفاء لمثل ذلك الرجل العظيم ..
لقد نامت البحرين حزينة .. كأنها يتيمه ..
لكم تحياتي