تطوير قدرات ما يقارب من 287000 ألف من صغار المزارعين
غينيا بيساو والصندوق الدولي للتنمية الزراعية يقيمان شراكة لبناء قدرة المزارعين على الصمود في وجه تغيّر المناخ
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أعلن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية اليوم دعمه لمشروع جديد في غينيا بيساو للحد من الفقر وزيادة الإنتاج والمداخيل وتحسين الأمن الغذائي والتغذوي وبناء قدرة ما لا يقل عن 287000 ألف من صغار المزارعين على الصمود في وجه تغيّر المناخ.
وتشكّل غينيا بيساو أحد البلدان الأقل نموّا في العالم. وتسجّل معدّلات الفقر فيها مستويات عالية جدًا، لا سيما في المناطق الريفية حيث يعيش ما يصل إلى 80 في المائة من مدقعي الفقر، ويعملون غالبًا في الزراعة. وهم معرّضون للخطر بصورة خاصة بسبب تأثير ارتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحار والاضطرابات المناخية على الإنتاج الزراعي.
ولمساعدة البلد على معالجة هذه المسائل، وقّع جيلبير أنغبو، رئيس الصندوق، ومعالي السيد جيرالدو جاو مارتينز Geraldo João Martins، وزير الشؤون المالية في غينيا بيساو، على اتفاق تمويل مشروع التنويع الزراعي والأسواق المتكاملة والتغذية والصمود في وجه تغيّر المناخ.
وسيعزز هذا المشروع وقيمة 65.7 مليون دولار أمريكي تنويع المحاصيل للحد من اعتماد البلد على إنتاج محصول واحد – الأرز أو الكاشو. ونظرًا إلى أن المناطق المشمولة بالمشروع تتسم بمناخ ساحلي جاف، سيتم إدخال تدابير للتكيّف مع تغيّر المناخ والتخفيف من آثاره، لا سيما من خلال الحد من حرائق الحراج وإزالة الغابات، وتحسين إدارة المياه في الأراضي المنخفضة، وزيادة المحتوى العضوي للتربة الزراعية، وحماية الغابات على الهضبات وإعادة إحيائها.
وأشار جيانلوكا كابالدو Gianluca Capaldo، المدير القطري للصندوق في غينيا بيساو، إلى “التزام الصندوق بالعمل مع حكومة غينيا بيساو لبلوغ تحوّل ريفي شامل لا يشكّل الأشخاص ذوو الإعاقة والمهاجرون العائدون في إطاره مشكلةً لمجتمعاتهم المحلية بل جزءًا من الحل”، “وسوف يعمل المشروع على ضمان ألا يتخلّف أحد عن الركب”.
وسوف يعزز المشروع الإدماج الاقتصادي لصغار المزارعين عبر إضافة القيمة إلى الإنتاج الزراعي من خلال التجهيز. وسيتم تشييد البنى الأساسية الريفية لدعم الإنتاج الموجّه نحو الأسواق، وتمكين الايصال الكفؤ لفائض الإنتاج من المزارع الصغيرة إلى الأسواق بما يسمح للمزارعين ببيع كميات أكبر في الأسواق الوطنية وشبه الإقليمية وتحسين سبل كسب عيشهم.
وسوف يبني المشروع قدرة صغار المزارعين – ليس فقط على الإنتاج، بل في مجالي تخزين المنتجات القابلة للتلف وتجهيزها أيضًا. وسيعزز أنشطة محو الأمية في صفوف النساء والتدريب المهني للشباب. ويتضمّن تمويل المشروع قرضًا بقيمة 11.8 مليون دولار أمريكي ومنحةً بقيمة 4.3 مليون دولار أمريكي من برنامج الصندوق الخاص بالبلدان التي تعاني من أوضاع هشّة. وبالإضافة إلى ذلك، توفّر حكومة غينيا بيساو مبلغ 7.6 مليون دولار أمريكي، إلى جانب 4.9 مليون دولار أمريكي يقدّمه المستفيدون أنفسهم وتمويل مشترك معتبر من شركاء التنمية الآخرين.
وسوف يتم تنفيذ المشروع في أربع مناطق وهي بافاتا وكاشيو وغابو وأويو، وسينمي 14000 ألف هكتار من مستجمعات المياه و 3500 هكتار من الأراضي المنخفضة لأغراض الزراعة. وعلاوة على ذلك، سيجري إعادة إعمار 175 كيلومترًا من الطرقات، وثلاثة أسواق موجودة للبيع بشبه الجملة، وخمسة أسواق أسبوعية ومركزين للتجميع. كما سيستهدف النساء والشباب بما في ذلك ذوي الإعاقة والمهاجرين العائدين إلى وطنهم.
الجدير بالذكر ان الصندوق استثمر منذ عام 1983م، أكثر من 45.3 مليون دولار أمريكي في خمسة برامج ومشاريع للتنمية الريفية في غينيا بيساو تصل قيمتها الإجمالية إلى حوالي 115.4 مليون دولار أمريكي. ولقد عادت هذه التدخلات بفائدة مباشرة على قرابة 182000 ألف أسرة ريفية.