الرأي , سواليف
مدينة سلطان .. بوابة أمل
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تغريدة عابرة لفتت نظري قبل أيام ظهرت فيها مواطنة تشكر فيها مدينة الأمير سلطان الإنسانية ، على نجاحهم في إعادة حياتها لوضعها الطبيعي الذي كانت عليه قبل إجراءها عملية جراحية لإزالة الغضروف في عمودها الفقري . وعندما بحثت عن حساب تلك المدينة الطبية في التويتر ، وتابعت ما تقدمه من خدمات وما تحتضنه من إمكانات ضخمة في الأجهزة المخصصة للتأهيل ، وما تضمه من كوادر طبية متخصصة ومتميزة ، انبهرت بما رأيته وما شاهدته من مقاطع لبعض الحالات الصعبة . لكنني ترددت في البداية عن تخصيص مقال عن هذه المدينة المتميزة طبيا ، خشية من أن يكون المقال دعاية لمؤسسة تجارية . لكن بعد مراجعة رؤيتهم ورسالتهم من خلال موقعهم الإلكتروني ، تنبهت بأنها مؤسسة غير ربحية ، وأن تكاليف العلاج أقل من تلك التي تتقاضاها المراكز المشابهة في خارج المملكة . فالهدف الرئيس الذي تسعى له مدينة الأمير سلطان يرحمه الله هو تقديم خدمة إنسانية لبعض المرضى الذين يحتاجون إلى تأهيل ، إما بسبب تعرضهم لحوادث ، أو بعد خروجهم من العمليات الجراحية في الظهر ، أو بسبب عجزهم منذ لحظة ولادتهم .
مثل هذه المشاريع الإنسانية ، تعتبر إضافة كبيرة للخدمات الطبية التي تشهدها المملكة . لقد شاهدت مقاطع مؤثرة ومؤلمة . أحدها لفتاة تبدو في العشرين من عمرها وهي تتأهل لإستخدام أصابع قدمها للكتابة ، ومقطع آخر يتدرب فيه طفل على استخدام الأقدام الصناعية ، وثالث لرجل يشكر فيه الكادر الطبي الذي نجح في تأهيل إبنه بعد أن عجزت عن ذلك العديد من المراكز الأوروبية .
لقد صممت هذه المدينة الطبية على هيئة منتجع تحيط به الأشجار والحدائق من كل مكان بمساحة تقدر بأكثر من مليون مترمربع . والمتخصصون في علاجات التأهيل يدركون حجم الفوارق بين أن يكون العلاج داخل المباني أو داخل منتجع مليء بالحيوية وأجواء الطبيعة .
من ضمن ما قرأت عن هذه المدينة الإنسانية ، أن كادرها لا يكتفي بتأهيل المرضى فيها ، بل يزورون مدرسته إن كان طالبا ، أو مقر عمله إن كان موظفا ، ليقيموا بيئة المدرسة أو العمل ويقدموا التوصيات المطلوبة لتسهيل حياة المريض طالبا كان أم موظفا .
كم أتمنى لو أن مجلس أمناء المدينة يفكرون مركز مشابه لهذا المركز في المنطقة الشرقية ، فالمنطقة بحاجة ماسة لمثل هذه المشاريع النوعية . ولكم تحياتي