خاطب كبار المستثمرين الأمريكيين..
القصبي: اقتصادنا اليوم الأقوى
أكد وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي، أن اقتصاد المملكة العربية السعودية يشهد منذ انطلاق رؤية 2030 عام 2016، تبدلات جذرية أدت إلى فتح كثير من القطاعات الجديدة أمام المستثمرين الأجانب، ودفعت اقتصاد المملكة إلى المرتبة الـ 18 عالمياً.
وأعلن خلال لقاء مع ١١٠ من كبار المستثمرين الأمريكيين، أن المملكة تفتح ذراعيها للجميع من مستثمرين وزائرين، لاستكشاف الفرص التي تزخر بها سياحياً واقتصادياً وثقافياً وإنسانياً.
وقال القصبي، في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال «منتدى قادة الأعمال الأمريكيين والسعوديين» الذي تستضيفه واشنطن، الاثنين (الثاني من مارس 2020م)، ويشارك فيه نخبة من كبريات الشخصيات على رأسها وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس، وسفير الولايات المتحدة في الرياض جون أبي زيد، والأميرة ريما بنت بندر آل سعود سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن، وكوش شوكسي نائب رئيس الغرفة الأمريكية للتجارة لشؤون الشرق الأوسط.
وأكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، التي تعود إلى عقود خلت، مذكراً بلقاء الرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت مع جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، على متن البارجة الأمريكية كوينسي في قناة السويس.
وقال إن الزعيمين الراحلين عبرا خلاله عن “تطلعات عظيمة لمستقبل العلاقة بين الشعبين، ووضعا الأسس لعلاقات قوية ومنيعة مازالت تجمع البلدين حتى اليوم”.
وتحدث وزير التجارة خلال المنتدى، عن الإصلاحات التي تشهدها المملكة اليوم بفضل رؤية 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وفتح باب الفرص الاقتصادية في عديد من القطاعات في المملكة وتطوير التجارة والاستثمار.
وحدد القصبي، عديداً من الفرص التي تزخر بها المملكة، وبخاصة وجود الثروات الطبيعية والموقع الجغرافي الذي يتوسط ثلاث قارات، ما يشكل عقدة مواصلات رئيسية للبشر والبضائع، إلى جانب رمزية المملكة دينياً وإنسانياً، والثروة البشرية التي تمتلكها لناحية الخبرات والمعرفة.
وقال: “نحن في وسط منطقة حيوية سريعة النمو تضم أكثر من 424 مليون مستهلك، وهناك أكثر من ملياري مستهلك لا نحتاج لأكثر من 3 ساعات من السفر الجوي للوصول إليهم، إلى جانب أننا نلعب دوراً قيادياً عالمياً على صعيد الطاقة منذ سنوات، علاوة على ثرواتنا الطبيعية الأخرى التي تجعلنا منصة ممتازة للتصنيع والتطوير الإنتاجي في عديد من القطاعات والصناعات التي تحتاج إلى موارد كبيرة من الطاقة”.
وتطرّق إلى آخر التطورات على صعيد بيئة الأعمال في المملكة، التي تحولت بفضل التحسين كبير الذي شهدته مؤخراً إلى عنصر رئيس لجذب المواهب والخبرات والاستثمارات الدولية في القطاع الخاص، مشدداً على أن المملكة حققت كثيراً في الفترة الماضية، وهي تستعد لتحقيق إنجازات أكبر حتى 2030.
وذكر الدكتور القصبي، عدداً من الإنجازات المسجلة منذ انطلاق الرؤية عام 2016، وبينها الانطلاقة الكبيرة التي شهدها القطاع السياحي، واختيار المملكة لتكون أول دولة عربية تُنظّم قمة مجموعة العشرين، إلى جانب فتح باب التملك الكامل للمستثمرين الأجانب، والإصلاحات المطبقة على صعيد تمكين المرأة مهنياً واجتماعياً.
وأردف: “اقتصادنا اليوم أقوى من أي يوم مضى. نحتل المركز الثامن عشر بين أكبر 20 اقتصاد عالمي ضمن مجموعة العشرين. لدينا ثقافة غنية وتراث ثري يمكن لزوارنا استكشافه، ولدينا قطاعات جديدة سريعة النمو توفر فرصاً اقتصادية كبيرة لمواطنينا وللمستثمرين الأجانب على حد سواء وعلى جميع المستويات”.
واستعرض خلال الجلسة الأرقام والمؤشرات الدولية الخاصة بالاقتصاد السعودي، وبينها ارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة بواقع 9% مع صفقات في قطاعات استثمارية عديدة لا تقتصر على النفط والغاز، مبشراً ببدء التحضير لعقد قمة دولية حول الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة خلال أكتوبر المقبل، بالتنسيق مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، إلى جانب اختيار المملكة ضمن أبرز الاقتصادات التنافسية من قبل منتدى الاقتصاد العالمي والبنك الدولي.
وأشار إلى توقعات صندوق النقد الدولي باستمرار النمو الاقتصادي في المملكة خلال العامين المقبلين بواقع 1.9% و2.2% على التوالي، مدعوماً بالإنفاق الحكومي المرتفع الذي يجعل المملكة ثامن أكبر دولة منفقة في العالم نسبة لناتجها المحلي، ومع ذلك تحافظ على مستويات استدانة هي بين الأدنى عالمياً نسبة لناتجها المحلي، بنسبة لا تزيد عن 20%.
ودعا وزير التجارة، جميع المستثمرين الحاضرين لزيارة المملكة والمشاركة في استكشاف الفرص الواعدة التي توفرها، استناداً إلى الشراكات العميقة التي تجمع ما بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية.
ويأتي انعقاد «منتدى قادة الأعمال الأمريكيين والسعوديين»، ضمن جولة يجريها معالي الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة في الولايات المتحدة للترويج للاستثمار في المملكة، ستقوده أيضاً إلى نيويورك وبوسطن.
ومن المقرر أن يعقد سلسلة اجتماعات لترويج الفرص الاستثمارية القائمة في المملكة في عديد من القطاعات، على رأسها الصحة والطاقة والصناعة والسياحة والخدمات المالية.