مهرجان برلين السينمائي الدولي.. 70 عامًا من تعزيز الحوار بين الثقافات

أكثر من 400 قصة من جميع أنحاء العالم: يوضح مهرجان برلين السينمائي الدولي “برليناله” كيف تجمع الأفلام بين الناس والثقافات حول العالم. لذلك تدعم وزارة الخارجية الألمانية مشاريع مختارة من أكبر مهرجان جماهيري في العالم.

في شهر فبراير/شباط من كل عام تتحول برلين إلى نقطة التقاء للمخرجين والممثلين والمنتجين وصحفيي الأفلام من أكثر من 90 دولة. مهرجان برلين السينمائي الدولي، أو مهرجان برليناله، يجعل العاصمة الألمانية مركزًا للثقافة السينمائية العالمية. يصطف في كل عام أكثر من 400 ألف زائر أمام منافذ البيع وسط برد برلين في فبراير/شباط للحصول على تذاكر لمشاهدة أفلام روائية من منغوليا، أو أفلام قصيرة من ليتوانيا، أو أفلام وثائقية من البرازيل.

لقد أثبت برليناله على مدار 70 عامًا أن الفيلم بوصفه وسيطًا عالميًا يمكنه تعزيز الحوار بين الثقافات. ومن هنا تدعم وزارة الخارجية الألمانية مشاريع مختارة من المهرجان السينمائي.

برليناله المواهب: الربط بين المواهب الشابة

“برليناله المواهب” هي مبادرة من المهرجان الدولي للسينما في برلين، وواحدة من أهم داعمي المواهب في العالم ومن أهم منصات الشبكات بالنسبة لصانعي الأفلام الطموحين. تتم كل عام دعوة المواهب إلى برليناله في فبراير/ شباط سواء كانت مواهب بارزة من مجالات الإخراج، الإنتاج، التمثيل، السيناريو، الكاميرا، المونتاج، تصميم الإنتاج، نقد الأفلام، التسويق العالمي، التوزيع، موسيقى الأفلام وتصميم الصوت. تتمتع المواهب المدعوة بفرصة المشاركة في برنامج شامل يضم فعاليات للنقاش وورش عمل واجتماعات شبكية على مدار ستة أيام.

من نيبال إلى جورجيا إلى جنوب إفريقيا:

يشارك في عام 2020م عدد 255 موهبة من أكثر من 80 دولة. وتمشيا مع موضوع هذا العام “الجماعية” فسوف يجتمعون مع أكثر من 150 مخرج سينمائي وناشط من مجال صناعة السينما والمجتمع لتبادل الخبرات والآراء.

صندوق السينما العالمية: السينما العالمية ـ تعزيز التنوع

صور غير عادية وقصص قوية من مناطق لا يوجد فيها سوى القليل من البنية التحتية للأفلام والسينما: ظل صندوق السينما العالمية بوصفه جزءًا من مهرجان برلين السينمائي لأكثر من 15 عامًا يدعم الأفلام التي لا يمكن أن تنشأ دون دعم. وهكذا تنشأ أفلام تنقل الصور الأصلية للمناطق التي تحكي وتنقل عنها. مناطق التمويل هي أمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى. يمكن تمويل كل من إنتاج الأفلام والتوزيع لدور السينما في ألمانيا. وبذلك يقوم صندوق السينما العالمية، المدعوم من وزارة الخارجية الألمانية، بدعم تنوع ثقافة السينما – في جميع أنحاء العالم، وفي دور السينما الألمانية.

منصة أفريقيا: منصة للفيلم الأفريقي

غالبًا ما تكون صورة إفريقيا التي تنقلها الأفلام الأوروبية أو الأمريكية مُحمّلة بعديد من الكليشيهات. ولكن ما هي القصص التي تحكيها الأفلام الأفريقية عن عديد من البلدان والثقافات المختلفة في القارة؟ وكيف يمكن الترويج لمواهب السينما من البلدان الأفريقية؟ تُعد مساعدة ثقافة السينما الأفريقية في تحقيق مزيد من الانتشار الدولي مساهمة مهمة في الحوار بين الثقافات.

لذلك دعمت وزارة الخارجية الألمانية وجود جناح إفريقي في سوق الأفلام الأوروبية في برليناله في السنوات الأخيرة. الهدف: جمع صُناع الأفلام الأفارقة مع المنتجين الألمان. أصبح ذلك الجناح في عام 2020م بالفعل راسخا بقوة، ومن المفترض أن يغطي تكاليفه بنفسه من خلال مساهمات من شركات الأفلام الأفريقية. من حيث المحتوى سيتم تركيز الأضواء على الفيلم السوداني هذا العام.