الرأي , سواليف
الزوجة الثانية.. مرجلة أم هجولة؟!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لا يمر أسبوع علي إلا ويصلني مقطع تطالب فيه إمرأة بتعدد الزوجات . تارة تكون المطالبة من سيدة سعودية ، وتارة أخرى من إحدى الدول العربية . مما يعني أن القضية ليست مرتبطة بمجتمع دون غيره . بعضهن يظهرن في تلك المقاطع وهن يتوسلن الرجال لإختيار التعدد . حتى بات الرجل منا يدخل بيته وهو يشعر وكأنه سي السيد ، وأن النساء يقفن بالدور ينتظرن إشارته . بل أنني تخيلت الزوج وهو يدخل بيته وكأنه لاعبنا الدولي الخلوق أحمد جميل وهو متجه لتنفيذ ضربة جزاء بحركته المميزة . كل ذلك بسبب تلك المقاطع التي تظهر فيها النساء وهن في موقف الأنثى الضعيفة المحتاجة لرجل أيا كان .
أتفهم تماما مشكلة العنوسة التي تضرب بالكثير من فتيات المجتمعات العربية ، لكن يجب ألا يصل الأمر لهذا التصعيد، لأن فيه إهانة للمرأة مهما كانت احتياجاتها . وحتى إذا كان التعدد مباحا كما أجازه الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه ، فإن هناك أيضا شروط يجب الإنتباه لها قبل الترويج لتعدد الزوجات . فالقضية وإن كانت حاجة لبعض من لديهم ظروف خاصة ، كمرض الزوجة ، أو الرغبة في زيادة النسل ، أو غيرها من الأسباب المنطقية . فإنها ليست سلعة تشتريها من أقرب بقالة .
صحيح أن تعدد الزوجات يساعد في استمرار حياة الأسرة ” في بعض الحالات ” التي تتوجب ذلك ، إلا أن هناك حالات أخرى تتسبب في تهديد كيان الأسرة وتشتت أفرادها . فمهما حاول الأب إحداث التوازن بين الزوجة القديمة وأطفالها وبين الزوجة الجديدة ، فإن القديمة مع أبنائها يرفضون ذلك الزواج مهما كانت مبرراته ، مما يتسبب في تصدع الأسرة وتفرقها . ويكفي أن العرب أطلقوا على الزوجة الثانية “ضرة” ، مما يرجح أنهم قصدوا ما تحدثه تلك الزيجة من ضرر للزوجة الأولى وأبنائها .
هناك أبحاث ودراسات متعددة ، تؤكد أن الزوج المتعدد أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بمعدل أربعة أضعاف من الحالات الأخرى للمتزوجين من زوجة واحدة . فقد أثبتت تلك الدراسات أن المتعدد يفتقد للرومانسية والحب وللإستقرار النفسي مما يؤثر على حياته .
قلت في البداية إن ديننا الحنيف أحل للرجل مثنى وثلاث ورباع ، لكن ومع ذلك ومن وجهة نظري فإن الرجل المعدد ” بلا سبب مقنع ” ، هو رجل أناني لا يقدر معاناة زوجته الأولى ولا معانات أطفالها الذين قد يصابون باضطرابات نفسية قاسية عند زواجه على والدتهم . ناهيك عما قد تشعر به الزوجة من نيل لكرامتها ، الأمر الذي قد يدفعها لطلب الطلاق . وحينها تتشتت الأسرة ويضيع الأطفال بين حضانة الأم وحاجتهم للأب .
هذا المقال – حتما – سيغضب المطالبات بالتعدد ، بينما سيعجب المتزوجات ، ومن بينهن أم فجر التي تقرأ مقالاتي قبل النشر وتجيزها . أما الرجال الذين يمنون أنفسهم بحياة جديدة مع الزوجة الثانية ، فعليهم أن يتذكروا ما ستتعرض له قلوبهم من أوجاع ، وما سيحل بأسرهم من ضياع . ولكم تحياتي.