إمام المسجد النبوي: خلع الزوج لأجل الحرية من كبائر الذنوب
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ ـ في خطبة الجمعة ـ (21 فبراير 2020م): «مما كثر من بعض المسلمات أمر لا يحمد , وهو الاتجاه للقضاء للمطالبة بالخلع من الزوج بدون سبب شرعي لا يعالجه إلا الفراق , تريد بذلك انطلاق الحرية من عقد رابطة الزواج , قال صلى الله عليه وسلم:” أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة”, وعد ابن حجر الهيثمي هذا الطلب من الزوجة والحالة هذه كبيرة من كبائر الذنوب».
وأضاف: «ومن الظواهر السيئة والصور القبيحة التي يلجأ فيها صاحب الحق إلى القضاء ما يحدث من بعض الزوجين بعد الطلاق , فلا يجوز للزوج المماطلة بحقوق المطلقة المقررة شرعا كمؤخر الصداق , أو ما يتقرر من الصداق قبل الدخول , وكذا ما للرجعية من حق بقائها في السكن , ونفقتها , وبذل النفقة للمطلقة البائن إذا كانت حاملا حتى تضع».
وقال : إن من يعرف المحاكم ويعرف ما يدور فيها من قضايا حضانة الأولاد ورؤيتهم بعد الطلاق يأسف لبعض ممارسات أحد الزوجين في جعل الأولاد ضحية لأجل الإضرار بالآخر , والواجب الوقوف عند حدود الله , ومراعاة مصالح الأولاد , والحرص على اختيار المأوى الهادئ , والملجأ الآمن , وأن يتعاون الزوجان على غرس الحب والسكينة والطمأنينة في نفوس أبنائهما , وهذا لا يكون إلا باطراح المصالح الذاتية , وتقديم مصالح الأولاد لتحقيق الأمن النفسي والاجتماعي لهم لينشؤوا نشأة سليمة قال جل وعلا : ” ولا تنسوا الفضل بينكم “.
وأضاف: «إن من الظواهر التي تكثر في أروقة المحاكم ظواهر لا يليق بالمسلم ولا يحل لمؤمن أن تقع منه مستغلا قدرته على المطالبة ودربته إجادة الادعاء , فمن هذه الظواهر الدعاوى الكاذبة التي لا حقيقة لها بل هي دعاوى بالباطل والفجور , قال جل وعلا : ” يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ” , ومن الظواهر القبيحة والأمور الشنيعة في القضاء وغيره الإقدام على اليمين الفاجرة ليقتطع بها المسلم حق أخيه بغير حق , قال صلى الله عليه وسلم : ” من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان ” , ومن الظواهر الخطيرة على دين الناس ودنياهم وأفرادهم ومجتمعاتهم التساهل في شهادة الزور , يشهد كذبا لنفع مادي له أو من باب ما يظنه البعض من التعاون الذي ينفع به قريبه أو صديقه , ويظنون في أنفسهم أنه لا ضرر على أحد , وكل ذلك من الكبائر القبيحة والذنوب العظيمة , قال جل وعلا : ” واجتنبوا قول الزور “.