مؤتمر ميونيخ للأمن.. الغرب ليس فقط أحد الاتجاهات الأصلية، ولكنه “فكرة” شراكة دولية تتعلق وبسيادة القانون
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تناول 500 من صناع القرار في مؤتمر ميونخ للأمن التحديات الرئيسة التي تواجه الأمن العالمي بالمناقشة. ودعت وزيرة الدفاع الألمانية كرامب-كارينباور إلى الدفاع عن “فكرة الغرب”. إن جاذبية هذه الفكرة في العالم ثابتة.
حضر نحو 40 رئيس دولة وحكومة، وزهاء 100 وزير ومسؤول تنفيذي من السياسة والأعمال والعلوم والمجتمع المدني، مؤتمر ميونيخ للأمن السادس والخمسين في نهاية الأسبوع ( 14 إلى 16 فبراير 2020م). ينصب التركيز على موضوع “عدم الاهتمام بالغرب” (“West-Losigkeit”) – أي قضية ما إذا كان الغرب يفقد قيمه عبر الأطلسية وتماسكه.
كرامب-كارينباور تطالب بتوافق الآراء حول منهج التصرف
قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارينباور: “الغرب هو أكثر من كونه اتجاه أصلي. الغرب هو فكرة، وفكرة تتعلق بالمجتمع الحر وبحقوق الإنسان وبسيادة القانون وبفصل السلطات. إنه فكرة شراكة دولية قائمة على الحرية – على أساس من القانون الدولي “.
لذلك يجب أن تبدأ الدول الآن في القيام بشيء محدد تماماً من أجل أمنها. كرامب كارينباور ترى أن أوروبا هي التي تتحمل مسئولية هذا في المقام الأول. كان على ألمانيا أيضاً بذل مزيد من الجهد. “نحن لسنا محايدين، نحن الغرب”، بحسب ما جاء في نداء الوزيرة. جاذبية الغرب في العالم ثابتة. وقالت الوزيرة إن القناعات والوسائل كانت موجودة. لكن غالباً ما يكون هناك نقص في الإرادة المشتركة. في هذا الصدد طالبت بأنه يجب أن يصبح الاتفاق في القول الذي تم في ميونيخ إجماعاً على منهج التصرف ميونيخ.
هايكو ماس يريد مواصلة الضغط على أطراف النزاع في ليبيا
على هامش المؤتمر الأمني دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس المشاركين في مؤتمر برلين بشأن ليبيا لحضور اجتماع متابعة. كما طالب أطراف النزاع باحترام حظر الأسلحة الذي قرره مجلس الأمن الدولي احتراماً تاماً. بالنظر إلى وقوع أكثر من 150 انتهاكًا لذلك الحظر منذ مؤتمر برلين في منتصف يناير/ كانون الثاني، فإنه من الضروري فرض مراقبة على تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2510.
وشدد ماس على أن المراقبة يجب أن تتم تحت مظلة الأمم المتحدة وأن الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية يجب أن يشاركا كذلك. وافق المشاركون على الاجتماع مرة أخرى في مارس/ آذار لمناقشة أوجه التقدم في العملية، وسيكون الاجتماع هذه المرة في روما برئاسة إيطاليا. أكد ماس أنه يجب الحفاظ على الضغط على أطراف النزاع وأن ألمانيا، التي كان لها “الإسهام الأكبر في بدء العملية”، مستعدة لتقديم مساهمتها.
شتاينماير يؤيد مزيدا من المشاركة الألمانية والأوروبية
تحدث الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في خطابه الافتتاحي أمام مؤتمر ميونيخ الأمني عن التغيرات الهائلة في الوضع الدولي في السنوات الأخيرة ومخاطر الديناميات المدمرة الحالية للسياسة العالمية؛ ووصف عواقب هذه التطورات على السياسة الخارجية والأمنية الألمانية.
كما قدم الرئيس الألماني إشارات توجيهية بشأن الوضع الذي يمكن لألمانيا أن تفي فيه بمصالحها الأساسية ومسؤولياتها المتزايدة بالتعاون مع شركائها الأوروبيين في ظل هذا الوضع الجديد. في ضوء تحفظ الولايات المتحدة في التركيز على النزاعات الدولية دعا شتاينماير في مؤتمر ميونيخ الأمني إلى مشاركة ألمانية وأوروبية أقوى في سياسة الأمن والدفاع.
فرصة لتبادل الأفكار – أمام الكواليس وخلفها
تم القيام بمحاولات للعثور على إجابات للأسئلة الملحة في الوقت الراهن وذلك من خلال عديد من الخطب والكلمات الرئيسة والمناقشات التفاعلية ومشاركة الجمهور بطرح الأسئلة. بالإضافة إلى ذلك، أتاح المؤتمر الأمني الفرصة لـ 120 دولة مشاركة أو نحو ذلك لإجراء محادثات ثنائية لا تعد ولا تحصى
وقال رئيس المؤتمر فولفجانج إيشينجر: “لقد أصبح العالم بالفعل أكثر خطورة. هناك المزيد من الأزمات وأزمات أسوأ وأحداث مروعة”. وقد عد السفير الألماني السابق لدى الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى من بين تلك الأزمات فشل السياسة الأمنية في سوريا لمدة تسع سنوات حتى الآن، وكذلك القرارات غير المطبقة لمؤتمر برلين بشأن ليبيا. أكد رئيس المؤتمر على الحاجة الهائلة للتغلب على الأزمات في جميع أنحاء العالم.