“طفلة”.. رواية للكاتب العُماني خالد بن سعد الشنفري
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تتحدث رواية «طفلة» للكاتب العُماني خالد الشنفري عن قصة حبٍّ جمعَت بينَ “علي” و”طفلة”، غير أن تلك القصة لم تكن عادية بسبب ما رافقها من إسقاطات حملها المتن الروائي؛ ذلك أنّ الرواية كُتبت لتكون شاهدةً على فترة تاريخيًة مهمّة، هي السنوات التي وُلدت فيها عُمان الحديثة، وعادت بعدَها لتتبوّأ المكانة التي تليق بتاريخها وثرائها الحضاريّ.
تجري معظمُ أحداث الرواية في ظفار، وفي عاصمتها صلالة بالتحديد. في تلك المدينةِ الجنوبية التي كانت معزولة عن العالم نشأَت “طفلة” وأحبّها علي. وحولَ قصة الحبّ هذه نسَجَ خالد الشنفري خيوطَ روايته، فأخَذَنا معه أخذاً شيّقاً إلى عادات أهلِ صلالة، وإلى ملامح تُراثهم. وقدّم لنا معجماً هائلاً من المفردات المحليّة التي شملَت جوانبَ الحياة الشعبيّة هناك في ستينيّات وسبعينيّات القرن العشرين. وأرّخَ كذلك للأحداث السياسيّة التي شهدتها تلك السنوات، وللصراعات التي انتهت بمولد عُمان الحديثة.
يقول د. فيصل جلول الذي كتب تقديماً للرواية الصادرة بطبعتيها الأولى والثانية عن «الآن ناشرون وموزعون» بعمّان: «يربط الراوي حلم بطليه؛ علي وطفلة بهذا المنعطف؛ أي الانتقال بظفار من عهد مظلم إلى عهد انفتاح وتقارب أدّى إلى اتفاق انقلاب القصر وثورة ظفار على هدف واحد. وتنقلنا سطور الراوي من عُمان إلى محيطها، فتمتدّ الأحداث إلى جنوب اليمن ودول الخليج ومصر الناصرية، ثم إلى العراق، فيلتقي علي بشخصيات عاشت الطفرة التنموية في بلدان الخليج، ومن بينها النخبة اللبنانية والسورية التي جذبتها الثروة النفطية. ويربط الصلة بين تلك الاندفاعة التنموية والجيل العُماني الشاب الذي ساهم بوصولها إلى السلطنة. ويرسم خالد الشنفري بدقة ممتعة العادات والتقاليد والمفاهيم القبلية السائدة في تلك الفترة في ظفار…».
واختار الشنفري في مراحل الرواية، التي تقع في مئة وسبع وخمسين صفحة من القطع المتوسط واختيرت لوحة غلافها من أعمال الفنان التشكيلي العُماني أنور سونيا، الأسلوب السهل الممتنع، فكانت لغته رشيقة، وأفكاره واضحة، ومشاهده مليئة بالحركة. ولعل حقيقة أنه ابن البيئة التي وصفها قد ساعدته كثيرا على تقديم عمل واقعي وصادق، فتقلصت المسافة بين المتخيَّل والواقعي، دون أن يفقد أيٌّ منهما حقه داخل الرواية.
يشار إلى أن رواية «طفلة» هي العمل الأول للكاتب الشنفري وهي عمل فنيّ جميل، ورواية معرفيّة دسمة لا غنى للمثقّف العربيّ عنها.