زعماء ومشاهير العالم يدعون إلى مزيد من الاستثمار للقضاء على الجوع والفقر
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
دعا رؤساء الدول والوزراء وقادة التنمية والمشاهير إلى مزيد من الاستثمار في المناطق الريفية لتسريع التقدم نحو تحقيق عالم خال من الفقر والجوع في السنوات العشر القادمة.
وأطلقت الدعوة في الدورة الثالثة والأربعين لمجلس محافظي الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (13 فبراير 2020م)، بحضور 177 دولة عضوا. ويأتي ذلك في وقت يتزايد فيه الجوع. إذ يعاني أكثر من 820 مليون شخص من الجوع كل يوم، ولا يزال 736 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع، ولا تزال فجوة الثروة آخذة في الاتساع.
وأشار رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، جيلبير أنغبو، إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في القضاء على الفقر المدقع والجوع في غضون 10 سنوات يمثل “رؤية مجردة، وسرابا بعيدا” ما لم توضع التزامات جادة لزيادة الاستثمار في المناطق الريفية حيث يعيش 79 في المائة من أفقر الناس في العالم والغالبية العظمى من الجياع.
وقال أنغبو إن: “الطريق إلى الأمام واضح: يجب أن يمر الطريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر المناطق الريفية.” و”يجب أن نسير إلى نهاية هذا الطريق وأن نستثمر في أكثر الناس تهميشا – صغار المنتجين والنساء والشباب والشعوب الأصلية – للوفاء بالتزاماتنا بشأن أهداف التنمية المستدامة.”
وافتتح رئيس جمهورية مالي، إبراهيم أبو بكر كيتا، الحدث ومدته يومان. وأشار إلى أن مالي، شأنها شأن البلدان الأخرى في منطقة الساحل، تكافح في ظل البلاء المزدوج المتمثل في النزاع وتغير المناخ، مما يقلل من الناحية العملية من أهمية المحاصيل الوفيرة في التصدي لنقص الغذاء الذي يواجهه البلد، حيث يهجر المزارعون حقولهم هروبا من الأزمة.
وقال إن “مالي لن تستسلم أبدا. ولن تستلم أيضا البلدان الأخرى في منطقة الساحل.” “ونحن ننزف، ولكننا سننتصر” مضيفا “أن الصندوق مكّن الناس الذين يواجهون أسوأ أنواع الهجمات من الحفاظ على قيمهم وكرامتهم.”
وقال روبرتو غوالتييري Roberto Gualtieri، وزير الاقتصاد والمالية الإيطالي، إن الالتزام بتحقيق عالم خال من الفقر والجوع أكثر إلحاحا من أي وقت مضى بسبب تغير المناخ. وقال إن الحل يكمن في المهمة الفريدة للصندوق الذي يعمل في “الميل الأخير من سلسلة القيمة، لتحسين الآفاق الاقتصادية والأمن الغذائي في أصعب السياقات.”
وأطلق أكسل جاكوبسين Aksel Jakobsen، وزير الدولة للتنمية الدولية بوزارة الخارجية النرويجية، نداء متحمسا لاتخاذ إجراء فوري واصفا الصندوق بأنه “شريك حاسم لثني منحنى الجوع.”
وقال جاكوبسين: “من تونغا إلى تمبكتو، يكافح المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة كل يوم وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق.” وأضاف أن “بدون غذاء، لا توجد تنمية. وعلينا أن نتخذ إجراءات فورية معا.”
وردد هذا الكلام روجر فورهيس Rodger Voorhies، الذي يقود جهود مؤسسة بيل وميليندا غيتس للحد من الجوع والفقر، الذي قال: “نحن بحاجة إلى الانتقال من طموح التغيير، إلى إجراء التغيير الذي وعدنا أصحاب الحيازات الصغيرة به في جميع أنحاء العالم.”
واستطرد السيد Voorhies قائلا “علينا الالتزام بتركيز جهودنا وأمامنا فرصة لاتخاذ إجراءات وتغيير حياة الناس.”
وقام مستقطبا التأييد للشباب في الصندوق، وهما مصممة الرقصات Sherrie Silver الحائزة على عدة جوائز ونجم موسيقى البوب الأفريقية Afrobeats المعروف باسم Mr Eazi، اللذان يستخدمان شهرتهما لإعطاء صوت لشباب الريف ولكي “يجعلا الزراعة محبوبة”، بتقديم نتائج حملتهما المعنونة “الرقص من أجل التغيير” – رقصة يقدم من خلالها التماس افتراضي يطالب بمزيد من الاستثمار في شباب الريف وأثارت ضجة واسعة حيث شوهدت 102 مليون مرة.
وقال Mr Eazi الذي اختارت المغنية Beyoncé العمل معه مؤخرا على أغنيتين من أغانيه وشارك في الموسيقى التصويرية لأحدث أفلام Lion King في ألبوم بعنوان The Gift إن “الاستثمار في الزراعة الريفية يكافئ الاستثمارات في القضاء على عدم المساواة بين الجنسين، ويكافئ الاستثمارات في القضاء على البطالة.” وأضاف أن “نقطة العمل هذه تتجه نحو تحقيق أهدافنا لهذا العقد.”
واختتمت صابرينا إلبا Sabrina Elba، الممثلة الكندية المنحدرة من أصول صومالية، اليوم قائلة إنها تقوم بالاشتراك مع زوجها، الممثل إدريس إلبا Idris Elba، “باتخاذ إجراءات وتأييد الصندوق والعمل على القضاء على الجوع لأننا نؤمن تماما بأن صغار المزارعين يستطيعون إطعام العالم وينبغي أن يكونوا في صدارة انتباه العالم.”
وقالت للدول الأعضاء: “لا يمكننا تغيير السياسات، ولكن يمكنكم القيام بذلك.” “ولا يمكننا أن نستثمر المزيد في الصندوق ولكن حكوماتكم تستطيع ذلك. ويمكننا جميعا أن نرفع أصواتنا ونتحدث نيابة عن سكان الريف الفقراء الذين كثيرا ما يتخلفون عن الركب. فالاستثمار في مستقبل سكان الريف هو استثمار في مستقبلنا أيضا.”
ويعمل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في المناطق الريفية النائية والمناطق الهشة للغاية، حيث يغامر بالعمل فيها عدد قليل من وكالات المعونة أو المؤسسات المالية الدولية. وقد أطلق الصندوق اليوم عملية التجديد الثاني عشر لموارده – وهي عملية تشاورية تستمر لمدة عام وتلتقي خلالها الدول الأعضاء في الصندوق للاتفاق على الاتجاهات الاستراتيجية وتعبئة الأموال للصندوق من أجل تقديم قروض بشروط تيسيرية ومنح إلى البلدان النامية.