الجرأة تتواصل بعمق وحياد ولغة سلسة وإخراج مبهر
“الوطن” في ملحقها “التابلويد”.. إشباع للقارئ يغنيه عن الضجيج الإلكتروني
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
اختارت جريدة “الوطن” أن تحتفي بذكرى انطلاقتها العشرين، بطريقة استثنائية جمعت فيها بين الجرأة والإبداع والرغبة في تجديد عهدها مع القارئ، بأن تبقى صاحبة الخطوة الأولى في الطرق الوعرة.
ومثل إصدار “الوطن” لملحقها التابلويد، دليلًا على أن عقل الصحيفة، لازال قادرًا على تقديم الجديد القادر على تلبية احتياج القارئ السعودي في العصر الرقمي، الذي ابتلع صحفًا كثيرة، لم تجد من يوفر لها طوقًا أو فكرة تخرجها من الحصار الالكتروني الخانق.
وكعهدها؛ لم تخيب “الوطن” ظن قارئها، فجاء ملحقها المقرر أن يصدر بانتظام يومي الجمعة والسبت، مبهجًا وحافلًا بالمتعة البصرية والمعرفية، التي تعبر عن جهد مميز من فريق عمل متمكن من مهمته، وقادر على تنفيذ أفكاره بأكثر الأساليب تشويقًا وإبهارًا.
ويستطيع من يطالع أول إطلالة لملحق “الوطن” أن يتوقع له مستقبلًا متميزًا، وتأثيرًا ممتدًا وعميقًا في مسار الصحافة بالمملكة، وربما المنطقة العربية كلها، نظرًا للأفكار المبتكرة التي يحملها، والقوالب الفنية التي اعتمد عليها، دون أن يغادر ضوابط المهنة، أو يخالف تقاليد المجتمع وثقافته.
تميز أول ملاحق الوطن، والذي أحدث ضجة بمجرد صدوره صبيحة الجمعة الماضي، بالجمع بين إبداع الزوايا والموضوعات وحرفية التناول من جهة، وروعة الإخراج واستخدام الأشكال الفنية الحديثة من جهة ثانية، فجاءت صفحاته مشبعة للقراء، حتى ان بعضهم ذكر، في تعليقات متفرقة، أنها تكفيهم عن القراءة، طوال الأسبوع وتغنيهم عن متابعة ما سموه بـ”الضجيج الالكتروني”.
وخلافًا للملاحق المشابهة في الصحف العالمية، والتي تركز على مجال بعينه أو شريحة اجتماعية مختارة، قدمت “الوطن” لقارئها وجبة دسمة في السياسة والاقتصاد والرياضة والثقافة والمنوعات، مع احتفاظها بهويتها ورصانتها المعتادة وأسلوبها التحريري السلس الجذاب.
وعبر غلاف الملحق الأول لـ” الوطن” عن هذه الخلطة المميزة، عاكسًا هوية الصحيفة كمنبر للمزج بين الأصالة السعودية ومستجدات العصر، مع حضور معتاد لحس نقدي يرصد السلبيات ويقدم سبل مواجهتها بلغة هادئة تخاطب العقول بمفردات قادرة على النفاذ والتأثير.
وحمل الملحق روح المغامرة المعروفة عن “الوطن”، وذلك من خلال اقتحامه عدد من القضايا الساخنة، أولها السجال الذي أثاره المفكر العربي رشيد خيون حول علاقة الشيخ الراحل علي طنطاوي بجماعة الإخوان المسلمين، مستعينة في ذلك بوثائق وشهادات، تجيب على كثير من التساؤلات المثيرة.
وتركز “الوطن” في ملحقها الجديد على القضايا المحلية التي تحظى باهتمام المجتمع السعودي، ومن ذلك التطورات التي تشهدها ملفات تأنيث محلات المستلزمات النسائية وإيقاف الخدمات والحماية الصحية المتوافرة للمواطنين في مواجهة الأوبئة الحديثة، لاسيما فيروس “كورونا”.
أما في تناولها للأزمات العربية والدولية، فسعت “الوطن” لكشف الحقائق عبر التواصل مع سياسيين من أصحاب الوزن الثقيل، كأحمد قذاف الدم المستشار السابق للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، الذي تحدث في حوار شامل مع الصحيفة عن أطماع تركيا وجرائمها في بلاده.
ويهتم ملحق “الوطن” بالاقتصاد، من زوايا تهم المواطن بالدرجة الأولى، كارتفاع تكاليف الاستقدام وتأثير فرض الضرائب على سوق العقار والمجالات الأكثر اتاحة للوظائف بين الشباب السعودي. أما في الرياضة، فأظهرت الصحيفة وعيها بشغف الجماهير السعودية بأخبار الأندية والنجوم، لكنها حافظت على نفسها من السقوط في الانحياز، مواصلة بذلك خطها المعروف كطرف حيادي داعم للمنافسة الشريفة بعيدًا عن التعصب والانتماءات الضيقة.
وزيادة على ذلك، أبدعت “الوطن” في إعادة نشر مجموعة من المقالات، متنوعة التوجهات، لعدد من رموز الثقافة العربية كحسين مروة وحسن الكتبي وميخائيل نعيمة . كما أبدعت في اقترابها من قضايا الأطفال، خاصة في تقريرها العميق عن المخلوقات الأسطورية التي نسجها المجتمع لإخافة صغاره.
ويضم ملحق” الوطن” أيضا معالجات ثقافية عميقة، بالتوازي مع اهتمام مكثف بحاجات المرأة السعودية في مختلف المجالات، لاسيما الموضة و الجمال والديكورات العصرية، التي اجتهد فريق الصحيفة لتقديمها في إطار فني مبهر وجذاب.