الرأي
الإهمال.. حياة!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
“واحدة من المهارات الرئيسية في الحياة أن تعرف ما يجب إهماله”
صموائيل بتلر
.. ولأننا نُدفع للمدارس من سن السابعة ونتلقى النصائح من سن الرابعة ، ونخوض الحياة محملين بما يجب وما لا يجب ، أصوات الآباء والأمهات المعلمين والمعلمات وأصحاب النجاحات والإنجازات ، نكاد بالكاد نتنفس …. و نكاد لا نثق بهذا كله … لأن ما وجدنا عليه آبائنا لم يكن لنا .
وما نحمله الآن لم يخلق لقادم الأيام… كل تلك الأشياء لم تكن صالحة لكل زمان ومكان … فلكل زمان قصته التي يرحل بها … لكننا لا نجعلها ترحل نعيد القصة لكن بممثلين جدد ، نعيدها نحن ، لتصبح الحياة مشهد ممل …لأننا ببساطة وتعقيد نمسك بكل شيء لا شيء يهمل أو ينسى أو يترك …
نعيد النظر للأشياء بنفس الطريقة لنحصل على نفس النتيجة … ماذا لو حدقنا في أشياء أخرى… ؟
من يملك قوة الإهمال لكل هذا ؟ ليخلق حقيقة أخرى؟
لماذا لا نملك قوة الرحيل وإهمال علاقات تأكل من سعادتنا و أيامنا؟ ولماذا لا نفهم أن تركها واجب بدلاً من تقليب الضمير لسنين !!
و إن صاحوا بك : “صبر جميل” .. لوّح بيدك .. بل هجر جميل.
لماذا لا نملك قوة الصمت وإهمال آحاديث فارغة ،بدلاً من سحق أوقاتنا في فنون المجاملات!!
وإن صاحوا بك : “الذكاء الاجتماعي” .. لوّح بيدك بل الهروب الجماعي..
لماذا لا نملك قوة الصدق وإهمال الكذب الأبيض
لتحمل كل كلمة معناها الحقيقي .. أحبك يعني أحبك ، وأكرهك يعني أكرهك …. ولا شيء آخر !!
وإن صاحوا بك : “الحكمة ضآلة المؤمن” ، لوّح بيدك …لن أركض لشيء ضل ..
هل تعرف لما لم يعد باستطاعتنا الضحك من كل قلوبنا؟
ولم يعد باستطاعتنا البكاء من كل قلوبنا ؟
ولم نعد نستطيع الحديث من كل قلوبنا؟
لأننا لسنا نحن !!
لِمَ ؟
لأننا لا نهمل شيئا … !!
لِمَ؟
لأننا نعتقد أن كل شيء مهم إلا مانريد فلم نعد نحن .