الرأي , سواليف
دردشات فوق القبور
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
المقابر بشكل عام والقبور بشكل خاص لها رهبة تجبر الإنسان ، مهما كان قلبه قاسياً ، على احترام هذه البقعة من الأرض . ففي صمتها كلام يحرك الضمائر وإن كانت ميتة ، وفي قبورها المفتوحة ما يذكرنا بيوم سيأتي بنا إليها لا محالة . للمقابر هيبة ، يعترينا الخوف كلما دخلناها رغم أن من يسكنها أموات لا يتحركون . هذه طبيعة الإنسان . فالموت نهاية مؤلمة مبكية ، ورغم كل تلك الحقائق والثوابت ، تمر بنا مشاهد عجيبة . ففي الوقت الذي يؤخذ الجثمان ليوضع في قبره كأكثر المشاهد إيلاماً وحزناً ، يتبادل البعض الضحكات والمزاح والنكات . يتناقشون في أمور الدنيا التي أشغلتهم ولاحقتهم حتى وهم في تلك المقابر . فهل هناك مواقف أصعب من موقف يدفن فيه صديق أو قريب كان بالأمس يهاتفك أو يلتقيك !! .
قلوب لا تخشع في تلك اللحظات العصيبة . وضمائر نسيها أصحابها خارج المقبرة التي دخلوها معزين ، وابتسامات وأصوات مرتفعة ، وتدافع كي ينتهون من واجب العزاء ليغادروا قبل غيرهم . لا يتعظون من تلك المشاهد ، ولا يتعلمون من تلك النهايات التي يتسارع فيها الأقرباء والأحباب لوضع الجثمان في قبره ، في عملية لا تستغرق أكثر من ساعة .
وفي مجالس العزاء .. لا يفرق البعض إن كان حضوره معزياً أو مشاركاً في حفلة عامة . يقول صاحبي إنه شاهد أحد المعزين ممن يعرفه معرفةً تامةً ، وكان قريباً جداً منه لكن ذلك الشخص تجاهل صاحبنا ولم يسلم عليه ولو مجاملة ، مما أثار استغراب هذا الصديق . وبعد أن قام بالسؤال عنه ، قيل له إنه بات يعمل في مكتب مسؤول كبير !! . لو فكر صاحبه لبرهة لعرف أن المناصب كلها قد تنتهي في لحظة واحدة ، بل إنه بلحمه ودمه قد يكون المتوفي القادم ومجلس العزاء قد يكون مجلس عزائه .
لقد قست القلوب ، وتضخمت المصالح ، ونسى البعض أن للموت هيبة ، وللقبر إنكسار ، وللمناصب نهاية . يقول الله سبحانه وتعالى :”والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيرأملاً” . ولكم تحياتي.
لا ارى هنالك ما يخيف من القبور او المقابر أعمل من أجل هذا اليوم حتى لا تخاف من القبور او المقابر انهو مكان الراحه الابديه
كلام في الصميم وواقع مؤلم للأسف