الرأي , هواجيس
شغل الطقاقات
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أبتلينا مؤخرًا بـ “نجوم السوشيال ميديا”.. وفي الحقيقة همّ ليسوا بنجوم ، لأن النجوم مكانها السماء.. من هم؟ في معظمهم أشخاص اشتهروا بسبب تفاهتهم.. وضحالة فكرهم.. أو لمجرد أنهم يمتازون بكلمات مسيئة للأدب.. المهم أنهم يحظون بمتابعة كبيرة ممن يتشابهون معهم.. وبيئتهم التي ينشطون بها برنامج “سناب شات”.. ويستخدمون “تويتر” منبراً ترويجياً لهم..
تجد معظمهم ينتهج “إسلوب الطقاقة” في بعض الزواجات (كل السنابات خيالة) .. وغيرها من مفردات تضخيم الذات .. تجدهم يروجون لمطاعم ومقاهي ومشاغل وأعمال ناشئة.. يكسبون وهذا باب رزق لهم.. يمدحون بضاعة سيئة.. ويسيئون لبضاعة جيدة.. في النهاية كل واحد وضميره.. لا قانون يحكمهم.. ولا نظام يردعهم.. مساحة فوضى لا حدود لها..
مصيبتنا الجديدة أن بعض الدوائر الحكومية بدأت تستعين بهم.. لتلميع المسؤول أو لتلميع الإنجاز.. قبل سنتين قامت إحدى الدوائر الحكومية ولا تزال باستخدام أولئك النشاز لتضخيم إنجازات وتعظيم مسؤوليات وصناعة فقاعات على هيئة بشر.. ضاعت الحقيقة بينهم.. فأصبح بناء طابوقة يستحق حفلاً يروج له في السناب بمبلغ خمسين ألف.. زين يا مسؤول الطابوقة بريال ونص؟
مللنا ونحن ننشر الحقيقة.. والهدف من نشرنا لها (رسالة للمسؤول : لا تكذب) الأمثلة كثيرة.. و بعض إدارات العلاقات العامة أصبح عملها تلميع وتفخيم ذات وغسيل ذمم.. المهم من المستفيد.. ومن الخاسر.. في النهاية الخاسر وطن والمستفيد “شلة حسب الله”.. إدمان الكرسي جعل بعضهم يتخبط ولا أستبعد أن يستعين بالمشاهير وربما السَحرة والمشعوذين.. أهم شيء لا يطير المنصب.. ياليت تعنقطك بالمنصب يعادل رغبتك في صناعة إنجاز.
مباراة كرة القدم.. المدرب لديه 11 لاعباً في الملعب.. يعطيهم فرصة شوطاً كاملاً.. في الشوط الثاني يستبدل ضعيف الأداء منهم.. أو المصاب.. لأنه يرغب في الفوز… تماماً هو العمل الحكومي.. ليت مدربنا يركز على اللاعبين اللي صار لهم فترة طويلة في الملعب.. ولهم كم سنة بدون ما يسجلون أي هدف.. المشاهير وصراخهم يحسسونك أنهم مسجلين هدف..
ختاماً.. الرقص على أنغام الإنجازات فنّ لا يتقنه إلا القليل… البقية يمارسون نوعاً من الدرباوية الحكومية في التفحيط دون تحقيق إنجاز .. في النهاية ملينا شغل الطقاقات … والله المستعان.